دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سقط سبعة قتلى على الأقل برصاص قوات الأمن الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، خلال الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن سورية الجمعة، ضمن ما يُعرف بجمعة "ماضون حتى إسقاط النظام"، وفق ما أكد ناشطون بجماعات المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن شنت حملة مداهمات في مدينة "حلفايا" في محافظة "حماة"، أسفرت عن سقوط خمسة قتلى، وجرح ما يزيد على 11 آخرين، كما سقط قتيلان آخران برصاص الأمن في بلدة "جبل الزاوية" بمحافظة "إدلب"، كما سقط عدد من الجرحى لم تتضح حصيلتهم على الفور.
في الغضون، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن دورية مشتركة من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام، تعرضت لكمين مسلح نفذته مجموعة إرهابية مسلحة في بساتين منطقة "دوما"، في ريف دمشق أسفر عن استشهاد أحد عناصر الدورية، وإصابة 6 آخرين بجروح.
وقالت إن عناصر الدورية تبادلت إطلاق النار مع "المجموعة الإرهابية"، حيث استطاعوا قتل اثنين منهم، وإصابة واعتقال آخرين، وأشارت إلى "مصادرة بعض البنادق الأوتوماتيكية والذخائر والأدوات التي يستخدمها الإرهابيون لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وكان بعض هؤلاء المسلحين يرتدي لباسا مشابها للباس العسكري."
يذكر أن CNN لا يمكنها الجزم بشكل قاطع بشأن أي من تلك الأرقام نظراً لعدم تواجدها في مكان الحدث لرفض الحكومة السورية دخول وسائل الإعلام الدولية لمتابعة التطورات.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، قد أفادت في وقت سابق الاثنين، بأن 2600 شخص على الأقل، قتلوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس، بشار الأسد، في مارس/ آذار الماضي، بينما قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المعتقلين، بأكثر من 70 ألف شخص.
وتجتاح سوريا احتجاجات علنية منذ عدة شهور، واتهمت دول غربية وناشطون نظام دمشق بشن حملة قمع دموية ضد المتظاهرين المسالمين، بينما حافظت الحكومة على توجيه أصابع الاتهام "لعصابات مسلحة"، بالوقوف وراء العنف الدائر منذ ستة أشهر.
مذكرة احتجاج "شديد" إلى العربي
سياسياً، قدم المندوب السوري الدائم لدى جامعة الدول العربية، يوسف أحمد، مذكرة احتجاج "شديدة" إلى الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، بعد لقاءه أشخاص "يدعون تمثيل المعارضة السورية، واستلامه منهم ورقة تتضمن مجموعة من المطالب، التي تستهدف استحضار جميع أشكال التدخل الخارجي السافر، بما فيها العسكري في الشأن السوري الداخلي."
ونقلت سانا أن السفير أعرب عن "استغرابه وقلقه العميق من هذه الخطوة، التي تشكل سابقة خطيرة في العمل العربي المشترك، في أن يقدم أمينها العام على مثل هذا التصرف غير المدروس، متجاوزاً صلاحياته وتفويضاته ومهامه التي حددها ميثاق الجامعة ونظامها الداخلي، ومتناقضاً مع حقيقة راسخة، وهي أنه الأمين العام لمنظمة إقليمية تمثل حكومات الدول العربية."
يُذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية حثت رعاياها في سوريا على مغادرتها فوراً، طالما أن وسائل النقل التجارية متاحة، وعزت السبب إلى الشكوك المحيطة بالظروف الداخلية في سوريا وهشاشة الأوضاع الحالية فيها.
وحثت الوزارة أولئك الذين يشعرون بضرورة البقاء في سوريا على الحد من حركتهم قدر الإمكان وعدم التنقل غير الضروري، وطالبت الأمريكيين الذين يرغبون بالسفر بعدم زيارة سوريا في هذا الوقت.
يشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات إضافية على سوريا في الثامن عشر من أغسطس/ آب الماضي، وطالت تلك العقوبات الحكومة السورية.