باريس، فرنسا (CNN) -- لفت تقرير صحفي إلى ما تشهده الساحة السياسية الفرنسية من تقدم مضطرد للزعيمة اليمينية المتطرفة، مارين لوبن، التي تنافس لتحل مكان والدها جان ماري لوبن على رأس حزب "الجبهة الوطنية،" مشيرة إلى أنها تقدم نفس طروحات والدها المتشددة، ولكن بلهجة جديدة، رغم الجدل الذي أثارته تصريحاته المشبهة لصلاة المسلمين في الشوارع بالاحتلال النازي.
وبحسب تقرير مجلة "تايم" فإن لوبن تمتاز عن والدها بالقدرة على تقديم وجهة النظر اليمينية المتشددة بلغة معتدلة، ما يحول دون أن يصفها خصومها بما كانوا يصفون به والدها من فاشية وتطرف، الأمر الذي أكسبها الكثير من الشعبية.
وكان الحزب قد تعرض لضربة انتخابية كبيرة عام 2007، عندما جذب الرئيس نيكولا ساركوزي نسبة كبيرة من أنصاره بفضل البرنامج اليميني الذي طرحه، ولكن الإحصائيات الجديدة ترجح أن دوره سيزداد بالانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2012.
ولفتت المجلة إلى أن لوبن تقوم حالياً بجولة في فرنسا للترويج لنفسها على رأس حزب الجبهة الوطنية اليميني، وقد تحدثت إلى مؤيديها قائلة: "قبل ثلاثة أعوام، ظن الجميع أن حزبنا انتهى، وقد استأصله ساركوزي.. لكن معاً سنجعل الطبقة السياسية الفرنسية ترتجف."
ونقلت "تايم" ساركوزي وفريق عمله يخشى التقدم الذي يحرزه اليمين المتشدد، وذلك لأنه يأتي على حساب حزبه اليميني المعتدل، لذلك فهو يعمد على الدوام إلى "مغازلة" جمهور حزب الجبهة الوطنية الفرنسي عبر طرح شعارات موجودة في برنامج عمله، مثل التصدي للهجرة وانتقاد المهاجرين بدعوى عدم امتزاجهم بـ"الهوية الوطنية،" وصولاً إلى طرد آلاف الغجر من البلاد.
وقال ستيفان روزي، المحلل السياسي الفرنسي، لمجلة تايم، إن هذه الإجراءات تركت نتائج عكسية، لأنها جعلت الناخبين يفترضون صوابية برنامج عمل حزب الجبهة الوطنية، ومواقفه حيال خطر الأجانب والهجرة.
وكشف روزي أن خطر تقدم شعبية لوبن دفع عناصر داخل حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، الذي يقوده ساركوزي، إلى طلب التوصل إلى اتفاق لبناء تحالف مع حزبها، غير أن قيادات محيطة بساركوزي تشعر أن خطوة من هذا النوع ستكون "كارثة سياسية" تؤدي إلى ذوبان اليمين الوسط في طروحات متطرفة.
وتوقعت المجلة أن تتمكن لوبن بسهولة من تجاوز برونو غولينيش، منافسها على زعامة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، في الانتخابات الحزبية المقررة بيناير/كانون الثاني الجاري، خاصة وأن نتائج المسح الأولى أظهرت حصولها على تأييد قد يصل إلى 91 في المائة من الحزبيين.
وبحسب حوار "تايم" مع لوبن، فإن الأخيرة - ورغم اختيارها لغة حديثة لمخاطبة الجمهور - إلا أنها مصرة على برنامج حزبها، خاصة نقاط مثل وقف الهجرة والانسحاب من الاتحاد الأوروبي واليورو، وإعادة فرض عقوبة الإعدام، وتفضيل الفرنسيين الأصليين على المهاجرين في التعليم والطبابة والوظائف.
وكان لوبن قد قالت إن الصلاة التي يؤديها المسلمون في شوارع فرنسا تشبه "الاحتلال النازي،" وقالت: "أنا آسفة، لكن بالنسبة إلى الذين يحبون التحدث كثيرا عن الحرب العالمية الثانية، فإنه إذا كان الأمر يتعلق بالحديث عن الاحتلال، فيمكننا الحديث عنه، لأن هذا احتلال للأرض."
وتابعت لوبن، في تصريحات التي أثارت غضب الجالية الإسلامية: "ما يجري احتلال لأجزاء من الأرض تطبق فيها الشريعة، وبالتأكيد ليست هناك مدرعات ولا جنود، لكنه احتلال بحد ذاته،" وذلك تعليقاً على خروج المسلمين للصلاة في الشارع بسبب الازدحام الكبير في المساجد.