طهران، إيران (CNN)-- ندد مسؤولون إيرانيون، على مختلف المستويات الدبلوماسية والعسكرية، بما وصفوه "سيناريو أمريكي فاشل"، يهدف إلى إجهاض "الصحوة الإسلامية" التي تشهدها دول الشرق الأوسط، من خلال اتهام طهران بالتورط في مخطط لاغتيال السفير السعودي، وتفجير سفارتي السعودية وإسرائيل في واشنطن.
وبينما قامت الخارجية الإيرانية باستدعاء السفير السويسري، باعتبار أن سفارته ترعى المصالح الأمريكية لدى طهران، فقد وصف وزير الخارجية، علي أكبر صالحي، اتهامات واشنطن لبلاده بـ"السيناريو الفاشل سلفا"، وقال إن "العار والخزي سيكون من نصيب معدي ومخططي هذا السيناريو."
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن صالحي قوله إن "هذا السيناريو يبعث على السخرية والاستهزاء، ولا يمكن حتى للطفل أن يقبله"، وأضاف: "يريدون من خلال هذه الاتهامات السخيفة والكاذبة ضد إيران، حرف الرأي العام عن القضايا والمشاكل التي تعاني منها أمريكا والصهيونية الدولية والغرب."
وتابع أن هذه "الخدعة والمؤامرة ستعود عليهم أيضاً، كما فشلت مخططاتهم ومؤامراتهم ضد الثورة الإسلامية الإيرانية علي مدي السنوات الـ32 الماضية، واعتبر أن سياسة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط "وصلت إلي مأزق"، موضحاً أن الأمريكيين يواجهون حالياً "صحوة إسلامية" في المنطقة.
من جانبه، وصف نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية، العميد حسين سلامي، المزاعم الأمريكية حول تورط بعض عناصر الحرس الثوري في مخطط مزعوم لاغتيال أحد الدبلوماسيين، بأنه "مثير للسخرية"، وأضاف أن مثل هذا الأمر يؤكد أن أمريكا "عاجزة عن احتواء الصحوة الإسلامية التي تشهدها دول المنطقة."
وفي الأمم المتحدة، وصف ممثل إيران الدائم في المنظمة الدولية، محمد خزاعي، في تصريحات لـCNN الأربعاء، مزاعم تورط إيران بمؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، بأنها "خاوية، ولا أساس لها"، كما اعتبر أنها ليست إلا مجرد "كذبة كبرى."
وقال السفير الإيراني: "لقد تعودنا خلال العقود الثلاثة الأخيرة علي المزاعم الأمريكية، التي لا أساس لها، إلا أن الكذبة الكبرى، التي طرحوها اليوم، هي كسيناريو هوليوودي"، وأضاف أن "هذه الكذبة الكبرى فبركت من قبل مثيري حروب، يسممون الأجواء لإثارة الرعب والهلع في أذهان الناس."
وكان خزاعي قد وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تضمنت احتجاج طهران الشديد على المزاعم الأمريكية، في الوقت الذي أفاد فيه مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية بأن الوزيرة هيلاري كلينتون، وكبار المسؤولين، سيطلقون حملة لحشد المجتمع الدولي لفرض عقوبات إضافية على إيران.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن "المخطط الإرهابي" المزعوم، لم يكن يقتصر فقط على اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، بل ربما يتضمن أيضاً مهاجمة سفارتي السعودية وإسرائيل في واشنطن، أو العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس.
وتتهم السلطات الأمريكية منصور أربابسيار، 56 عاماً، إيراني يحمل الجنسية الأمريكية، وغلام شاكوري، من عناصر "الحرس الثوري"، بـ"التآمر لقتل مسؤولين أجانب، واستخدام أسلحة دمار شامل، والتخطيط لارتكاب عمل إرهابي"، وجرى اعتقال المتهم الأول في سبتمبر/ أيلول الماضي، فيما لا يزال الثاني طليقاً.
وأوردت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء تقريراً الخميس، ذكرت فيه أن أربابسيار، المتهم الرئيس في "السيناريو الأمريكي المفبرك"، شارك في عمليات سطو في نيويورك عام 2001، حيث صدر قرار بسجنه من قبل السلطات القضائية الأمريكية.