طهران، إيران (CNN)-- دعا مجلس الشورى الإيراني حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، إلى إعادة النظر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رداً على التقرير الأخير للوكالة الأممية حول البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، والذي أشار إلى أن طهران ربما تكون قد قامت بعمليات تطوير لأسلحة نووية.
ووصف رئيس المجلس، علي لاريجاني، تقرير وكالة الطاقة الذرية بأنه "استنساخ لإملاءات الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة"، داعياً لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية بـ"دراسة موضوع مراجعة التعاون" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً أن تقريرها الأخير يظهر أنها "لا تفرق بين التعاون وعدمه."
وخلال جلسة مفتوحة لمجلس الشورى، مساء الأحد، قال لاريجاني إن "أياً من ملحقات تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي أثير حولها الكثير من الضجيج خلال الأسابيع الماضية، لم تطرح شيئاً جديداً، وإنما هي مزاعم كانت موجودة دوماً في تقارير أمريكا والكيان الإسرائيلي."
ونقل تلفزيون "العالم" الإيراني، عن رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، علاء الدين بروجردي، قوله إن تقرير الوكالة الدولية بشأن البرنامج النووي لبلاده "أضر كثيراً بمهنية ومصداقية الوكالة"، كما وصف مدير وكالة الطاقة الذرية، يوكيا أمانو، بأنه "أصبح أداة بيد واشنطن."
إلا أن المشرع الإيراني نفى أن تكون بلاده بصدد الخروج من معاهدة منع الانتشار النووي، واعتبر أن "انضمام إيران إلى هذه المعاهدة، والتزامها بها، نابع من موقف إيران المبدئي، الرافض لإنتاج القنبلة الذرية"، مؤكداً أنه "لا مكان لهذا النوع من الأسلحة في النظرية الدفاعية الإيرانية"، بحسب قوله.
وحول تلويح الغرب بفرض المزيد من العقوبات على إيران، قال بروجردي إن "العقوبات والحظر سياسة أمريكية قديمة تجاه إيران"، وتابع بقوله: "لكن الجمهورية الإسلامية استطاعت أن تستغل الحظر التقني والاقتصادي، وعلى كافة المستويات، في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي في الكثير من المجالات."
وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الذي كشفت عنه الأسبوع الماضي، إلى أن لديها "مخاوف جدية" إزاء وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وذكرت أن لديها معلومات "موثوقة" بأن الجمهورية الإسلامية ربما تطور أسلحة نووية.
إلا أن التقرير، الذي وصف بأنه الأكثر تفصيلاً بشأن احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني، لم يجد دليلاً على أن طهران اتخذت قراراً استراتيجياً بعد، بشأن إنتاج قنبلة نووية.
ويتخوف الغرب، خاصةً الولايات المتحدة، من سعي إيران لإنتاج أسلحة دمار شامل عبر تطوير برنامجها النووي، كما دفع تمسكها بالمضي قدماً في البرنامج المثير للجدل، مجلس الأمن الدولي إلى فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على طهران، في محاولة لكبح الطموح النووي للجمهورية الإسلامية.