دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بينما ترك الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، الباب مفتوحاً أمام "جميع الخيارات" في التعامل مع ما وصفه بـ"التهديد" النووي الإيراني، فقد أعرب، في مقابلة مع CNN، عن أمله في تجنب اللجوء إلى الخيار العسكري، في الوقت الراهن، على الأقل.
وقال بيريز، لبرنامج "بيرث مورغان هذا المساء"، بثته شبكة CNN مساء الاثنين: "إنني أفضل أن أرى مزيداً من العقوبات الاقتصادية المشددة، إضافة إلى مزيد من الضغوط السياسية، وألا يتم اللجوء إلى شن هجوم عسكري، وذلك لأسباب أخلاقية، لأن إيران دولة تتعرض للنهب"، مشيراً إلى أنها تعاني مما أسماه "فساد أخلاقي."
واتهم الرئيس الإسرائيلي النظام الإيراني بدعم "الإرهاب الدولي"، معتبراً أنها الدولة الوحيدة في العالم التي "تهدد علناً بتدمير دولة أخرى"، في إشارة إلى تهديدات متكررة أطلقها مسؤولون إيرانيون في أوقات سابقة، بـ"إزالة" الدولة العبرية من على خريطة المنطقة.
وقبل قليل من تصريحات بيريز، التي تضمنت دعوة غير معلنة لـ"تأخير" الخيار العسكري، أرسل مسؤولون إسرائيليون بإشارات متباينة حيال تقارير صحفية قالت إن الدولة العبرية تعتزم توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، ربما قبل نهاية العام الحالي.
ورفض نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، التعقيب على التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أواخر الأسبوع الماضي، إلا أنه قال إن الدولة العبرية "لن تكون في طليعة المعركة ضد إيران"، واعتبر أن "البرنامج النووي الإيراني يشكل خطراً على الدول العربية والأوروبية، وكذلك على الولايات المتحدة."
ولم يستبعد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي التقارير التي تتحدث عن لجوء بلاده إلى ضربة عسكرية لـ"شل" البرنامج النووي الإيراني، لكنه قال إنه يعتقد أن "عقوبات صارمة تهدف إلى شل المرافق الاقتصادية في إيران، من شأنها أن تكون ناجعة."
وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير لها حول البرنامج النووي الإيراني، إلى أن لديها "مخاوف جدية" إزاء وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وذكرت أن لديها معلومات "موثوقة" بأن الجمهورية الإسلامية ربما تطور أسلحة نووية.
إلا أن التقرير، الذي وصف بأنه الأكثر تفصيلاً بشأن احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني، لم يجد دليلاً على أن طهران اتخذت قراراً استراتيجياً بعد، بشأن إنتاج قنبلة نووية.
ويتخوف الغرب، خاصةً الولايات المتحدة، من سعي إيران لإنتاج أسلحة دمار شامل عبر تطوير برنامجها النووي، كما دفع تمسكها بالمضي قدماً في البرنامج المثير للجدل، مجلس الأمن الدولي إلى فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على طهران، في محاولة لكبح الطموح النووي للجمهورية الإسلامية.
وفي طهران، دعا مجلس الشورى الإيراني حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، إلى إعادة النظر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رداً على التقرير الأخير للوكالة الأممية، والذي أشار إلى أن طهران ربما تكون قد قامت بعمليات تطوير لأسلحة نووية.
ووصف رئيس المجلس، علي لاريجاني، التقرير بأنه "استنساخ لإملاءات الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة"، داعياً لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية بـ"دراسة موضوع مراجعة التعاون" مع وكالة الطاقة الذرية، معتبراً أن تقريرها الأخير يظهر أنها "لا تفرق بين التعاون وعدمه."