CNN CNN

مسؤول بالناتو: ندعم الديمقراطية ولا ننشرها بالقوة

الأربعاء، 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)

طنجة، المغرب (CNN) -- لم يبدد تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا من خلال القصف الجوي في إطار الحملة ضد نظام القذافي المواقف المتشككة تجاه مخططات الناتو، بل أطلق دائرة أسئلة جديدة حول أدواره المقبلة وحدود عملياته جنوب الضفة المتوسطية.

وأثارت سياسة الناتو في المنطقة المتوسطية بعد الحملة الليبية وأحداث الربيع العربي جدلا واسعا بين خبراء ومسؤولين في الناتو بمناسبة مناقشة الحوار الأمني المتوسطي في إطار أشغال منتدى "ميدايز" في مدينة طنجة المغربية.

وأكد مسؤول بالحلف أن هذا الأخير ليست له أوهام حول "إنقاذ العالم ونشر الديمقراطية بالقوة خارج أوروبا،" مؤكدا أن "التدخل في ليبيا كما في كوسوفو جاء بطلب من الأمم المتحدة وبعد مسلسل أخذ ورد وتوافقات دولية وإقليمية استغرقت شهرين."

وأضاف نيكولا دي سانتيس رئيس شعبة الحوار المتوسطي بالحلف إن الانخراط في دعم إقامة الديمقراطية في جنوب المتوسط وغيرها لا يتم إلا في سياق الاستجابة لطلبات مساعدة من الدول المعنية بالانتقال الديمقراطي وتعزيز دولة القانون.

وفي ليبيا ما بعد الحرب، نفى دي سانتيس ممارسة أي دور سياسي أو أمني من قبل الناتو لكنه أكد استعداد المنظمة السياسية العسكرية لتقديم الدعم المطلوب على صعيد تقديم الخبرات الخاصة في مرحلة تشكيل وزارة للدفاع وهيئة لأركان الجيش الوطني.

وقال ردا على بعض المواقف المتشككة تجاه دور للناتو في ليبيا إن "الليبيين هم من يقع عليهم واجب وحق بناء واختيار مستقبلهم، والناتو مستعد لمواكبة انتقال بلادهم إلى الديمقراطية ودولة المؤسسات بعد أربعين سنة من اللادولة."
 
وبعد أن ذكر بأن التدخل في ليبيا جاء تلبية لمطالب تبلورت داخل ثلاث مستويات: مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومجلس الأمن، نفى دي سانتيس وجود أي ترتيبات في الوقت الحالي لشن حملة مماثلة ضد سوريا الأسد.

وأيد مدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والمتوسط بسويسرا، حسني العبيدي، التدخل لإنقاذ الأرواح البشرية في ظل القانون الدولي لكنه حمل على ما اعتبره "نفاقا" للناتو الذي "طالما أعطى الأولوية للهاجس الأمني وهادن الأنظمة القمعية مقابل حفظ الاستقرار والأمن الإقليمي."

وحذر العبيدي من التدخل في الشأن الداخلي الليبي موضحا أن شرائح من المواطنين هناك تعتبر تواجد الحلف موجة استعمارية جديدة.

وقلل من مدى نجاح تدخلات الحلف باسم الديمقراطية قائلا إن "الوضع الحالي في أفغانستان ليس بأفضل مما كان قبل سنوات من التدخل العسكري في هذا البلد".

ومن جهته، دعا وكيل وزارة الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، إلى صياغة ميثاق جديد للحوار المتوسطي بين الناتو وشركائه المتوسطيين، يتجاوز التحديد الأحادي لأولويات الأمن والبرامج العملياتية لمواجهة التهديدات إلى رؤية مشتركة تنبع أساسا من حاجيات وتجارب دول المنطقة.

ودعا المسؤول المغربي إلى إدماج التهديدات الأمنية التي تخيم على منطقة الساحل والصحراء في العقيدة الأمنية للحوار الأمني المتوسطي بالنظر إلى كونها امتدادا جغرافيا واستراتيجيا لمنطقة شمال إفريقيا.