واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أقرت واشنطن، السبت، بتعليق عمليات الطائرات بدون طيار في باكستان، في إعلان تزامن مع جهود تقوم بها الإدارة لإصلاح العلاقات مع إسلام أباد على خلفية مقتل 24 جندياً باكستانياً بقصف للناتو الشهر الفائت.

وكشف مصدر مسؤول بالإدارة الأمريكية لـCNN، إن الطائرات الهجومية دون طيار لم تنفذ هجمات منذ نحو ستة أسابيع.

واعتذر المصدر، رفض كشف هويته نظراً لحساسية القضية، من الإدلاء بالمزيد من التفاصيل في هذا الشأن.

ورجح مراقبون الخطوة الأمريكية لعدة أسباب، منها حساسية سياسية على ضوء القصف الجوي الذي نفذته قوة أمريكية على نقطة عسكرية باكستانية ما أدى لمصرع 24 جندياً في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، وسوء الأحوال الجوية، والحاجة إلى تحديد معلومات دقيقة حول أهداف جديدة.

ورغم عدم تأكيد  الولايات المتحدة علانية تنفيذ ضربات جوية داخل الأراضي الباكستانية باستخدام الطائرات دون طيار، فقد استهدفت هذه العمليات التي تنفذ تحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه"، خلال الأشهر الماضية، قيادات بارزة من القاعدة وحركتي طالبان وحقاني، وتستهدف الأخيرة القوات الأمريكية داخل أفغانستان.

وتشهد العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد المزيد من الفتور، الذي بدأ بعملية مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، في مايو/أيار الماضي، منذ هجوم نوفمبر/تشرين الثاني والخلاف بينهما حول حقيقة ما جرى.

وكانت تحقيقات أجراها الجيش الأمريكي حول الحادث قد وجدت أن قواته تصرفت دفاعاً عن النفس وبعد تعرضها لإطلاق نار بأفغانستان بالقرب من الحدود الباكستانية.

وبدورها، فندت باكستان الرواية الأمريكية وزعمت أن قواتها تعرضت للهجوم أولاً من جانب قوات التحالف.

وقال الجنرال، ستيفن كلارك، الذي قاد التحقيق، أن فريقا من قوات التحالف كان في طريقه إلى بلدة أفغانية تجاور الحدود الباكستانية، عندما تعرض إلى هجوم "مباشر للغاية وكثيف" من أسلحة أوتوماتيكية وقذائف مورترز.

وردت القيادة الأرضية بـ"إظهار  القوة" حلقت على إثرها طائرة مقاتلة من طراز F-15 وأخرى من طراز AC-130، ما يعني "بما لا يدع مجالاً للشك أن قوات التحالف هي المتواجدة بالمنطقة، وفق كلارك.

وأستطرد: عندما لم يتوقف إطلاق النار والهجوم نفذ القصف الجوي."

وفي وقت سابق، قال مصدران استخباراتيان في باكستان لـCNN إن التحقيق الباكستاني يناقض ما ورد في التقرير الأمريكي.

وقال أحدهم: "كل جندي باكستاني يعلم بأن طالبان لا تملك طائرات مقاتلة وأخرى من طراز A-130، ولا تكمن القضية هنا، بل بقولهم بأننا بادرنا بإطلاق النار، وهذا خطأ.. هم أطلقوا النار أولا ونحن قمنا بالرد، ثم استدعوا الدعم الجوي وشنوا علينا هجوما بالكامل."