طهران، إيران (CNN) -- نفت إيران الاتهامات الأمريكية لها بالتعاون مع تنظيم القاعدة واستضافة أحد عناصره على أرضيها، معتبرة أن ما جاء في تقارير رسمية من واشنطن "لا أساس له من الصحة،" وذلك بعد أن رصدت الخارجية الأمريكية مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تقود لاعتقال "ياسين السوري" المتهم بالعمل من إيران لصالح تمويل القاعدة.
واعتبر المتحدث باسم وزارة خارجیة الجمهوریة الإیرانیة، رامین مهمانبرست، إن ما وصفها بـ"السيناريوهات غیر الناضجة وغیر المدروسة التی أعدتها الإدارة الأميركية فی مجال تدخل الجمهوریة الإسلامية الإيرانية في التخطیط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول وحضور أحد أعضاء تنظیم القاعدة فی إیران لا أساس لها من الصحة بتاتا."
وأشار مهمانبرست إلى أن أمیركا، ومن خلال تكرار مثل هذه المزاعم الواهیة وفي إطار أهدافها السیاسیة غیر الشرعیة، "تعرض الأمن والسلام الدولیین للخطر،" وقال إن "سوابق تأسيس تنظیم القاعدة والدعم الأميركي اللاحق له أمر واضح ومعروف."
وأضاف مهمانبرست أن إيران تؤمن بأن المجتمع الدولي ونظرا إلى تبعات مثل هذه التصرفات غیر المسؤولة للمسؤولین الأميركيين "یكون یقظا تجاه عواقبها،" ولذلك یجب أن "یعلن قلقه العمیق من هذه التصرفات إلى الحكومة الأمريكية."
وكانت وزارة الخارجية قد رصدت مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال المتهم بتمويل الإرهاب ياسين السوري، الذي تقول إنه ساعد في نقل أموال عبر إيران إلى تنظيم القاعدة.
وياسين السوري هو الاسم الحركي لعز الدين خليل، 30 عاما، ويعرف أيضا باسم "زين العابدين،"وهو من مواليد القامشلي في سوريا، وفقا لمعلومات نشرتها السلطات الأمريكية في وقت سابق من العام الجاري.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قالت في يوليو/تموز الماضي إن "عز الدين عبد العزيز خليل المعروف باسم ياسين السوري، يتخذ من إيران مقرا له، ويعمل في طهران بموجب اتفاق بين القاعدة والحكومة الإيرانية."
وأضافت الوزارة في بيان أن "السلطات الإيرانية حافظت على علاقة مع خليل وسمحت له بالعمل داخل حدود إيران منذ عام 2005."
ويشتبه في أن خليل ينقل الأموال والمجندين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى إيران، ثم إلى باكستان لصالح تنظيم القاعدة، وفقا للوزارة التي قالت إنه جمع التمويل من جميع أنحاء منطقة الخليج، وهو مسؤول عن نقل كميات كبيرة من الأموال عبر إيران لقيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق.
وقالت الوزارة "باعتباره ممثلا لتنظيم القاعدة في إيران، يعمل خليل مع الحكومة الإيرانية لترتيب الإفراج عن أفراد تنظيم القاعدة من السجون الإيرانية.. وعندما يطلق سراح عناصر تنظيم القاعدة، فإن الحكومة الإيرانية تسلمهم لخليل، الذي يسهل سفرهم إلى باكستان."
وكان ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، قال في يوليو/تموز الماضي إن إيران دخلت في صفقة سرية مع القاعدة تسمح لها بتحويل الأموال والنشطاء عبر أراضيها.
وأضاف أن "إيران هي الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب في العالم اليوم،" مشيراً إلى أن "واشنطن تنير جانبًا آخر من جوانب دعم إيران للإرهاب التي لا مثيل لها.. وتسعى إلى تعطيل هذه الشبكة الرئيسية وحرمان تنظيم القاعدة من الدعم."