المنامة، البحرين (CNN) -- عاد آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة إلى "ساحة اللؤلؤة" بعد قليل من سحب الجيش البحريني قواته من المنطقة التي تعد مركزاً للاحتجاجات المنادية بالتغيير، في تطور يقلق واشنطن إزاء المملكة الخليجية التي تعد مقراً للأسطول الخامس الأمريكي.
وتوافد المحتجون إلى الساحة فور انسحاب القوات العسكرية المتمركزة من هناك، وبعد دعوة ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن عيسى آل خليفة، للتهدئة في محاولة لنزع فتيل التوتر الذي يعصف بالمملكة منذ الأربعاء.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء أعمال عنف رافقت الاحتجاجات، وقال المتحدث باسم الخارجية، فيليب كراولي، إن الحكومة منزعجة جداً من أحداث العنف الأخيرة ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والإحجام عن العنف.
وتراقب إدارة واشنطن عن كثب ما يحدث في مقر الأسطول الخامس للبحرية الامريكية، الأداة الحيوية للبنتاغون في كل من أفغانستان والعراق، فالطائرات المقاتلة التابعة لأسطول تقدم الدعم الجوي للقوات الأمريكية في أفغانستان.
كما أن الأسطول حصنا محتملاً ضد إيران النووية مستقبلاً، كما لفت محللون.
ووصفه مايكل روبين، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد "أمريكان أنتربرايز: "إنه أكثر أصولنا الإستراتيجية أهمية في منطقة الخليج."
وتتولى العائلة المالكة السنية، مقاليد الحكم في البحرين منذ نهاية الاستعمار البريطاني عام 1971، ويمثل الشيعة ثلثي سكان المملكة.
ورغم أن القلاقل الأخيرة تأتي مستوحاة من انتفاضتي تونس ومصر، إلا أن الشباب من الطائفة الشيعية، الذين يقودون الاحتجاجات التي يغلب عليها أحياناً طابع العنف، يقولون إنها صرخة تذمر من البطالة والتمييز والفساد.
ويذكر أنهم قاموا بأعمال شغب إبان إطاحة الثورة الإسلامية بشاه إيران عام 1979،
ويشار إلى أن إيران طالبت بالسيطرة على البحرين كإقليم فارسي عقب مغادرة الاستعمار البريطاني، إلا أن الشعب رفض ذلك.
"وحذر روبين من أنه في حال سقوط حكومة البحرين، فأن المملكة ستدور في الفلك الإيراني وقد يفقد الأسطول الخامس مقره.
وأردف بأن تصريحات الإدارة الأمريكية حيال شغب البحرين لم تكن عالية النبرة بما يكفي لأنها "الدولة الوحيدة التي لا يسعنا فيها تغيير النظام."
ورغم إمكانية إيجاد مقر جديد للأسطول الخامس في قطر أو دولة الإمارات العربية كبدائل عن البحرين، رد المحلل الإستراتيجي قائلاً: "هناك إحساس بأن قطع الدومنيو تتهاوى وأن الولايات المتحدة هي الخاسر الوحيد ما يدفع دول المنطقة لأحضان إيران."