واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رسالة إلى شباب إيران بمناسبة رأس السنة الفارسية "نيروز،" ربط فيها بين رمزية العيد في الثقافات المحلية للتجدد والأمل وبين الانتفاضات الشعبية التي تشهدها المنطقة، وقال إن مستقبل إيران "ملك للشباب الذي سيقررون مصيرهم بأنفسهم،" وأكد لهم أنه "سيقف معهم رغم ما في هذا الزمن من ظلام."
وقال أوباما، في رسالته التي عرضها أيضاً في تسجيل فيديو، إن هناك قيماً عالمية معينة، مثل حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات والعبير عن الأفكار، واعتبر أن ما يجري في المنقطة ليس فريداً بالنسبة للإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع عام 2009، في إشارة إلى فترة الاحتجاجات الصاخبة ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.
ورأى أوباما أن الحكومة الإيرانية ترد حتى الآن بالتدليل على أنها "تولي اهتماماً بالحفاظ على سلطتها أكبر بكثير من احترامها لحقوق الشعب،" واعتبر أن السنتين الماضيتين شهدتا "حملة من الترهيب والإساءة،" وجرى اعتقال الكثير من سجناء الرأي "وتم إسكات الصحفيين وعذبت النساء وحكم على الأطفال بالإعدام."
واعتبر الرئيس الأمريكي أن هذه التصرفات "لا تعبر عن قوة، وإنما تدل على خوف،" ولفت إلى أن 60 في المائة من الشعب الإيراني ولد بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وهو بالتالي "ليس مقيداً بسلاسل الماضي، وهي كراهية أمريكا،" وأضاف: "على الرغم ما قد يبدو على الزمن من ظلام، أريدكم أن تعلموا أنني أقف معكم."
وختم أوباما رسالته بالقول: "ليك موسم هذا العيد موسم شباب ثان لكل الإيرانيين، وقتاً يبعث في موسم جديد حياة جديدة."
وكان أوباما قد وجه أول رسالة بهذا العيد عام 2009، ودعا أثناء ذلك إيران إلى الانفتاح على مقترحاته للتفاوض وإنهاء أزمتها النووية.
ولكن العلاقات بين الجانبين ازدادت سوءا بسبب أزمات المنطقة، فتبدلت لغة أوباما في رسالته الثانية عام 2010، فقال إنه ما زال ملتزماً بالتطلع نحو مستقبل أفضل في العلاقات مع إيران، ولكنه لوح باستمرار السعي لمعاقبة إيران وتوفير حرية الوصول للانترنت بالبلاد.
ووعد أوباما بأن يكون الوصول الحر للانترنت جزء من هذه المساعدات، متعهداً بالعمل لضمان "تمكن الإيرانيين من الاتصال فيما بينهم ومع العالم دون خوف من الرقابة.
وأثارت رسالة أوباما العام الماضي حفيظة الحكومة الإيراني، وقال آنذاك عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، حسين إبراهيمي، إن الرسالة "تتناقض في مضامينها،" وهي "خير دليل على التدخل الأميركي في الشأن الداخلي."
ورأى المسؤول الإيراني أن الرئيس الأمريكي يعيش في أزمة، وأنه يكرر أخطاء سلفه، ولكن بشكل غير مباشر، وأضاف: "إن بوش كان يتحدث ويهدد بشكل صريح ولكن أوباما يتخذ أسلوبا مزدوجاً في تعامله مع طهران ولذلك هناك تناقض بين حديثه وعمله،" على حد تعبيره.