دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اهتمت الصحف العالمية، الثلاثاء، ببوادر تصدع تلوح في أفق التحالف الدولي الذي يقود حملة عسكرية لردع الزعيم الليبي، معمر القذافي، بعيد يومين من انطلاق عملية "فجر أوديسا" لشل القدرات العسكرية لنظام طرابلس، ومخاوف من تحول النزاع إلى حرب طويلة.
واشنطن بوست (أمريكا)
أبرزت ثلاثة أيام من القصف الجوي الكثيف الطبيعة الغامضة لأهداف الولايات المتحدة في ليبيا كما فتحت صدعاً جديداً بين كبار أعضاء التحالف الدولي المشارك في العمليات العسكرية ضد نظام القذافي.
وقال الجنرال الأمريكي كارتر هام، قائد قوات التحالف إن مهامه، وتتركز على حماية المدنيين من هجمات الكتائب الموالية للزعيم معمر القذافي، واضحة للغاية، إلا أن تنفيذ تلك المهمة يصدم بواقع الفوضى المتزايدة في ساحة المعركة التي تشمل قوات المعارضة والقوات الحكومية والمدنيين، أثبتت كونها معقدة للغاية للقادة الميدانيين.
وأضاف القائد العسكري أن قوات التحالف وجدتها نفسها أمام مأزق التمييز بين هجمات قوات النظام على المدنيين الأبرياء، والذين هم بحاجة واضحة للحماية، والمعارك الدائرة بين قوات المتمردين وتلك الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي.
فموجب قرار مجلس الأمن الدولي الذي فوض هذه العملية العسكرية، فالطيارون غير مصرح لهم بالتدخل في المعارك الجارية بين القوات الليبية والمتمردين ضعيفي التنظيم.
مونتريال غازيت (كندا)
في خطابه الشهير عام 2002 الذي أبدى فيه معارضته لحرب العراق، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه لا يعارض كل الحروب سوى تلك "الغبية" و"المتسرعة"، والآن تقود أمريكا تحالف أوروبي وكندي ضد العقيد معمر القذافي، في حرب يبدي الرئيس الأمريكي تصميمه بأن يتفادي فيها تكرار أخطأ سلفه، الرئيس جورج بوش، بأن تكون آخر حرب أمريكية لإسقاط عربي مستبد.
وبسبب الدروس المستفادة من غزو العراق، كان أوباما حذرا، إن لم يكن متحفظاً، بشأن مشاركة الجيش الأمريكي في فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، لذلك تنحى جانباً وسمح لبريطانيا وفرنسا أخذ دور الريادة في مجلس الأمن الدولي.
ورغم تولي الولايات المتحدة زمام قيادة عملية "فجر أوديسا" في مراحلها الأولى، إلا أن كافة المسؤولين في البنتاغون والبيض الأبيض جزموا بأنه أمر مؤقت ستتراجع بعده واشنطن لتسليم القيادة إلى الحلفاء.
تشاينا ديلي (الصين)
اندلع الخلاف في أوروبا بشأن قيادة العملية العسكرية ضد ليبيا وإذا ما كان يجب أن تتم قيادتها من قبل "ناتو" بعدما سدت تركيا مؤقتاً مشاركة الحلف الأطلسي في الوقت الذي أصدرت فيه إيطاليا تحذيراً مبطنا بسحب تسهيلات استخدام قواتها ما لم يتولى الحلف القيادة.
وتساؤلات ألمانيا بشأن الحكومة وراء العملية العسكرية، وشجب رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، الضربات الجوية الموجهة ضد معمر القذافي بواسطة قوات بريطانية وفرنسية وأمريكية خارج نطاق دورهم في الحلف الأطلسي.
ووصف بوتين تلك العملية بالحملة الصليبية، التي تتيح التدخل في دولة ذات سيادة.
وكانت تركيا قد رفضت تقديم الدعم للعملية العسكرية، ورهن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، مساندة الحملة بأن لا تتحول إلى احتلال قائلاً: "على الناتو دخول ليبيا وهو مدرك بأن ليبيا لليبيين وليس لتوزيع ثرواته الطبيعة وثرواته على الآخرين.
واشنطن تايمز (أمريكا)
التدخل العسكري الدولي في ليبيا من المرجح أن يستمر "بعض الوقت"، وفق مسؤول فرنسي بارز يطابق تصريحه هذا التحذير الأخير الذي أطلقه الزعيم الليبي، معمر القذافي، ملوحاً بحرب طويلة الأمد، في وقت استعاد فيه المتمردون زخمهم بتوجيه ضربات إلى خصومهم من كتائب القذافي في محاولة لإسترداد مدينة تطبق عليها تلك القوات.
وانتشر حطام الدبابات وحاملات الجنود المحترقة في الشارع الصحراوي الرئيسي جنوب غربي بنغازي، عاصمة المتمردين الواقعة في شرق البلاد، وهي باقيا القوات الموالية للقذافي التي كانت تحاصر المدينة وحتى دكتها القوات الدولية خلال الليلتين الفائتين.
وتزحف فلول المتمردين حالياً إلى بلدة "أدجابيا" المحاصرة من قبل قوات القذافي وتتعرض لقصف مدفعي وضربات من الأسبوع الماضي، ودخلت إلى ميناء "زويتنة"، وهي بلدة تقع إلى شمال شرقي أدجابيا" وشهدت بدورها موجة قتال عنيف الأسبوع الماضي، إلا أن قوات نظام طرابلس قامت بهجرها الآن.
وأسعار النفط تجاوزت 102 دولارا للبرميل بعد اليوم الثاني عملية التحالف إثر إثارة دول "الأوبك" مخاوف من احتمالات حرب مطولة أدت بالفعل إلى تقريباً شل حركة إنتاج النفط الليبي.
وقال هنري غواينو، كبير مستشاري الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إن ليلتين من جولات القصف والهجمات الصاروخية قد أعاقت الدفاعات الجوية الليبية وشلت حركة قوات القذافي.