طهران، إيران (CNN) -- خسر رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية، أكبر هاشمي رفسنجاني، منصبه، الثلاثاء لصالح، آية الله محمد رضا مهدوي كني، بعد دعوات من جناح المتشددين لاستبداله، في تطور يشكل انتكاسة لحركة المعارضة الإيرانية والإصلاحيين.
وحاز كني على أصوات 63 من أعضاء المجلس النافذ الذي يتألف من 86 عضواً.
ويذكر أن الرئيس الإيراني الأسبق رفسنجاني أبدى عدم رغبته في الترشح للمنصب، الذي تولاه منذ 2007، إثر إعلان كني ترشحه له، وفق ما نقلت قناة "العالم" في موقعها الإلكتروني.
ولم تتضح الأسباب التي دفعت برفسنجاني للانسحاب في خطوة سوف ينظر إليها كانتكاسة لحركة المعارضة الإيرانية والإصلاحيين.
وكان رفسجاني، الذي خسر السباق الرئاسي عام 2005، لصالح الرئيس الإيراني المتشدد، محمود أحمدي نجاد، من أبرز منتقدي الحكومة الإيرانية قبل أن يعود ويبدي دعمه للنظام والمرشد الروحي للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي.
وينظر إلى رفسنجاني، الذي يتولى رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، باعتباره من الشخصيات المؤثرة في حركة المعارضة التي برزت عقب الانتخابات الإيرانية المثيرة للجدل عام 2009.
ويتمتع رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام بنفوذ يجعل منه الشخص الثاني في إيران بعد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية خامنئي، ويراه مراقبون ربما أكثر قوة.
واستنكر رفسنجاني حملة قمع تصدى بها النظام الإيراني لمظاهرات شعبية احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية وتأييد لمرشح التيار الإصلاحي "الخاسر"، مير حسين موسوي، ودعا الحكومة لإطلاق سراح المعتقلين.
وطلب من السلطات "توضيح اللغط" الذي رافق نتائج الانتخابات الرئاسية التي ذكر أن "الشكوك قد أُثيرت حولها."
ووصف رفسنجاني الأحداث التي أعقبت الانتخابات بأنها: "مرحلة مؤلمة كانت فيها كل الأطراف خاسرة،" وتوجه القيادي الإيراني بنداء إلى السلطات مطالباً بالإفراج عن السجناء وإعادتهم إلى عائلاتهم.
وشهدت إيران عقب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها نجاد تظاهرات حاشدة مؤيدة مؤيدة لمرشح التيار الإصلاحي "الخاسر"، مير حسين موسوي، ونددت بالنتائج التي قالت بإنها مزورة.
وكان أحمدي نجاد قد شن هجوماً غير مسبوق على رفسنجاني في مقابلة تلفزيونية متهماً إياه بالفساد، فيما رد الأخير بأنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
ويعتبر رفسنجاني، البالغ من العمر 75 عاماً، أحد أغنى أغنياء إيران، بعدما كان ناشطاً سياسياً منذ ستينيات القرن الماضي، وتم اعتقاله عدة مرات في عهد شاه إيران، ثم صار مقرباً من الخميني، الذي أطاح بحكم الشاه عام 1979 بعد الثورة الإسلامية.
وبعد ثورة 79 بدأ نجم رفسنجاني في السطوع، عندما كان ناطقاً باسم البرلمان الإيراني، ثم رئيساً للبلاد في فترتين رئاسيتين منذ العام 1989 إلى 1997، ثم عاد للمنافسة على الرئاسة مجدداً في انتخابات 2005، أمام أحمدي نجاد لكنه خسرها بشكل لم يكن متوقعاً.