كابول، أفغانستان (CNN) -- قتل 12 شخصاً في أفغانستان الجمعة، في هجوم استهدف أحد الأبنية التابعة للأمم المتحدة، في أعقاب مظاهرات حاشدة شهدتها البلاد احتجاجاً على قياس القس الأمريكي، تيري جونز، بحرق القرآن في فلوريدا، ولم يعتبر جونز أن تصرفاته كانت سبباً في ما جرى، بل دافع عن نفسه بالقول إن الهجوم يؤكد بأن "الوقت قد حان لمحاسبة الإسلام" على حد قوله.
وبحسب التقارير الواردة من كابول، فقد أدى الهجوم على المبنى الواقع في ولاية بلخ الأفغانية إلى مقتل ثمانية من العاملين مع الأمم المتحدة وأربعة من الأفغان، بعد هجوم من محتجين مجهولين على المبنى بالأسلحة الخفيفة والبيضاء.
من جهته، قال دان ماكنورتن، الناطق باسم الأمم المتحدة في المنطقة، إن الوضع ما زال متوتراً ومعقداً، وأن العمل مازال متواصلاً لجمع الحقائق والتأكد من الأوضاع الصحية للعاملين.
وقد أدانت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والبيت الأبيض وجهات دولية أخرى الهجوم على المبنى، ووصفه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأنه "عمل جبان وغير مبرر."
من جانبه، قال القس جونز إن الهجوم "يظهر بأن الوقت حان لمحاسبة الإسلام،" مضيفاً: "آن أوان محاسبة هذه الدول وأولئك الأشخاص على ما قاموا به وعلى كل الأعذار التي قد يدلون بها لتبرير ذلك."
وكان جونز قد هدد العام الماضي بإحراق القرآن، وأثار تهديده ردود فعل عالمية، بما في ذلك أصوات من واشنطن، حذرت من إمكانية تأثر القوات الأمريكية المنتشرة في دول إسلامية بالخطوات عبر استهدافها بهجمات انتقامية، ما دفع القس إلى التراجع عن تهديداته.
ولكن في 20 مارس/آذار الماضي، عرض الموقع الإلكتروني للكنيسة التي يرأسها جونز رسالة تقول إن القرآن "يخضع حالياً للتحقيق حول تسببه بحالات اغتصاب وقتل وأعمال إرهابية."
وبعد ذلك بأيام برزت رسالة أخرى تقول إن المحاكمة انتهت بـ"إدانة القرآن،" وقد جرى حرقه في مبنى مغلق بسبب ذلك، ما فجر موجة عارمة من الغضب في عدة دول إسلامية.