إسلام أباد، باكستان (CNN) -- كشف مصدر أمني مطلع في باكستان لـCNN، إن الحكومة أوقفت التعاون مع جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية إثر التوتر بين الجانبين على خلفية حادث قتل متعاقد مع جهاز التجسس الأمريكي لباكستانيين، وفي تصريح سارع مسؤولون أمريكيون إلى نفيه.
ويأتي التطور ليضاف إلى التوتر القائم بين إسلام أباد وواشنطن على خلفية رفض الأولى لطلب أمريكي بالسماح لقواتها مطاردة تنظيم القاعدة داخل مناطق القبائل الباكستانية التي تتمتع بحكم ذاتي.
وقال مصدر أمني باكستاني رفيع إن الجانبين سوف يستمران في تبادل معلومات مخابراتية حيوية بشأن أي هجمات إرهابية وشيكة، إلا أن العمليات المشتركة بين الجانبين ستتوقف.
ويأتي الكشف عقب لقاء بين مدير الجهاز الاستخباراتي الأمريكي، ليون بانيتا، ونظيره الباكستاني أحمد شجاع باشا، في واشنطن، الاثنين.
ووصف الناطق باسم وكالة الاستخبارات الأمريكية، بريستون غولسون، المحادثات بأنها "بناءة" وأن العلاقات بين الجانبين مازالت راسخة.
وقال مسؤول أمريكي، رفض كشف هويته، إن باكستان طلبت خلال اللقاء "معلومات محددة نعمل على دراستها"، إلا أنه رفض الإفصاح عن ماهية تلك المعلومات.
وانتقدت مصادر أمنية باكستانية رفض السلطات الأمريكية الكشف عن عناصرها الاستخباراتية العاملة سراً في باكستان، قائلين بإنها ترقى إلى "افتقار الثقة والاحترام بين الجانبين."
وتعد باكستان أوثق حليف للولايات المتحدة في حربها لتنظيم القاعدة، ودأبت واشنطن على اتهام حكومة إسلام أباد بالتقاعس عن مطاردة فلول التنظيم وعلى رأسهم مؤسسها، أسامه بن لادن.
وشاب الفتور العلاقات الباكستانية-الأمريكية على خلفية قتل ريموند ديفيز، المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية CIA، مواطنين باكستانيين أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكانت أسرة القتيلين قد أصدرت عفواً عن ديفيز، الذي أفادت تقارير أولية بأنه دبلوماسي يعمل لدى سفارة الولايات المتحدة بإسلام أباد، ثم تبين لاحقاً أنه متعاقد مع الاستخبارات الأمريكية، بعد ساعات على توجيه تهمة "القتل" رسمياً له من قبل محكمة بمدينة "كراتشي"، كبرى مدن الإقليم.
وواجه ديفيز تهمة أخرى تتعلق بـ"حيازة سلاح ناري بصورة غير شرعية"، حيث قضت المحكمة بتغريمه مبلغ 250 دولاراً، إضافة إلى الحبس لفترة، لم تتبين على وجه التحديد، إلا أن المصدر قال إنه أمضاها بالفعل داخل أحد السجون الباكستانية.