دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصدرت محكمة جرائم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابقة، الجمعة، قراراً بسجن اثنين من بين ثلاثة جنرالات بالقوات الكرواتية، بعد إدانتهما بارتكاب "جرائم حرب"، و"جرائم ضد الإنسانية"، وهو القرار الذي أثار غضباَ واسعاً في كرواتيا.
وتلقى الجنرال أنتي غوتوفينا، الذي كان يتولى قيادة إحدى الفصائل الكرواتية خلال الحرب مع القوات الصربية في تسعينيات القرن الماضي، والتي أدت إلى تقسيم يوغوسلافيا، حكماً بالسجن لمدة 24 عاماً.
أما الجنرال مالادن ماركتش، قائد القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية خلال تلك الفترة، فقد تلقى حكماً بالسجن لمدة 18 عاماً، فيما تم إخلاء سبيل متهم ثالث، وهو الجنرال إيفان تشيرماك، بعدما برأته المحكمة من جميع الاتهامات الموجهة إليه.
وذكرت المحكمة أن كلاً من الجنرالين غوتوفينا وماركتش ارتكبا عمليات "تطهير عرقية" ضد الصرب في إقليم "كرايينا" بكرواتيا، خلال الفترة بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول عام 1995.
وقالت المحكمة الدولية إن كلا الجنرالين، وتحت قيادة الرئيس الراحل، فرانيو توديمان، قاما بمساعدة آخرين، بطرد العرقيات الصربية من الإقليم، وأحلوا مكانهم أفراد آخرين من الكروات.
ولم توجه أية اتهامات رسمية للرئيس توديمان، الذي رحل عام 1999، عن عمر يناهز 77 عاماً، حيث يُعرف بأنه "مهندس استقلال" كرواتيا.
وبدأت محكمة جرائم الحرب الدولية، والتي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقراً لها، نظر قضية جنرالات كرواتيا الثلاثة منذ مارس/ آذار عام 2008، أي قبل ثلاث سنوات، واستمعت إلى إفادات من نحو 145 شاهد، بالإضافة إلى فحص حوالي أربعة آلاف و819 دليل إدانة.
وقد قوبل حكم المحكمة الدولية باستهجان من قبل الآلاف، الذين كانوا يحتشدون في إحدى ساحات العاصمة الكرواتية زغرب، لحظة النطق بالحكم، حيث ينظر غالبية الكروات إلى الجنرالين غوتوفينا وماركتش على أنهما من "أبطال حرب التحرير."
يُذكر أن الإدعاء كان قد تقدم بمذكرة إلى المحكمة تتضمن المطالبة بسجن غوتوفينا لمدة 27 عاماً، وماركتش 23 عاماً، وتشيرماك 17 عاماً.