واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وجه السيناتور، ماركو روبيو، النجم الساطع الجديد في سماء الحزب الجمهوري، انتقادات قاسية للثري، دونالد ترامب، الذي يحضر نفسه للترشح من أجل نيل دعم الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعاه إلى الكف عن مطاردة قضية شهادة ميلاد الرئيس باراك أوباما.
وقال روبيو، رداً على قضية كشف ترامب إرسال فريق من المحققين إلى هاواي للتدقيق في حقيقة ولادة أوباما على أراضيها، إن على الملياردير الأمريكي "الكف عن الحديث بقضية شهادة الميلاد."
وأضاف روبيرو، في لقاء مع موقع "ديلي كولر" الإخباري الجمعة: "يمكن لترامب أن يكون له فرصة كبيرة في الانتخابات التمهيدية (داخل الحزب) ولكن عليه أن يتمسك بطرح قضايا ذات أهمية."
وتابع قائلاً: "من وجهة نظري، أرى أن عليه عدم التركيز لهذه الدرجة على قضية شهادة الميلاد، هناك أمور أهم بكثير تواجه بلدنا، أنا على ثقة بأن أوباما ولد على الأرض الأمريكية فلماذا نعود لمناقشة هذا الأمر؟"
وكان ترامب قد أعلن الخميس عن بإرسال فريق تحقيق إلى ولاية هاواي، بمهمة وحيدة، وهي معرفة حقيقة قضية ولادة الرئيس باراك أوباما فيها، ووجود شهادة ميلاد رسمية تؤكد ذلك، في أحدث خطوة للثري المثير للجدل، الذي لم يخف أنه يفكر بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتشكل قضية شهادة ميلاد أوباما نقطة أساسية في الأمور التي يثيرها التيار الأكثر تشدداً في اليمين المحافظ، إذ أن الدستور الأمريكي يشترط أن يكون رئيس البلاد قد ولد على الأراضي الأمريكية، وقد سبق أن طعن عدد من الشخصيات بوجود شهادة ميلاد لأوباما، محاولين إسقاطه بهذه الطريقة.
وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة NBC، إن الفريق الذي يقوم بالتحقيق في هاواي: "قد يكشف أكبر خدعة في تاريخ الحياة السياسية الأمريكية،" مشيراً إلى أن أفراد الفريق "مصدومون بما عثروا عليه حتى الساعة."
واتهم ترامب الرئيس الأمريكي خلال المقابلة بأنه "مشترك في عملية واسعة لإخفاء الحقائق،" وأضاف: "لقد أنفق (أوباما) أكثر من مليوني دولار وهو يحاول التملص من دعاوى قانونية في هذا الملف، وأنا أسأل، إذا لم يكن هناك أي خطأ فلماذا لا يقوم بحل الأمر؟"
وأضاف ترامب، المعروف بتسريحة شعره الغريبة، وبرامج تلفزيون الواقع التي يرعاها: "قد نكون أمام أكبر عملية احتيال في التاريخ.. لا يمكن للمرء أن يكون رئيساً للولايات المتحدة إن لم يولد على أراضيها، وأنا الآن لدي شكوك كثيرة،" حول حقيقة مكان ولادة أوباما."
وكان الرئيس الأمريكي قد واجه من يشكك في ولادته بهاواي منذ بداية حملته الانتخابية عام 2008، وقام من أجل ذلك بعرض وثيقة تثبت ولادته بمدينة هونولولو بولاية هاواي، وقد أكدت الحكومة المحلية صحتها، كما عرض نسخاً عن صحف قديمة تعود لعام 1961، فيها تهنئة بولادته.
كذلك أدلى الحاكم المحلي لهاواي بشهادة قال فيها إنه كان يعرف عائلة أوباما ويذكر يوم مولده.
غير أن هذا الملف ظل مفتوحاً بعد ذلك، وكانت الحادثة الأشهر في صيف عام 2010، عندما أعلن الضابط تيرانس لاكن، تمرده على قرارات قيادته بالتوجه إلى أفغانستان بسبب شكه في استحقاق أوباما لمنصبه وولادته في أمريكا.
وكان لاكن قد دافع عن نفسه بتسجيل عرضه على موقع "يوتيوب"، قال فيه إنه ما من خيار أمامه سوى رفض الأمر العسكري وبالتالي الخضوع للمحاكمة.
وأضاف لاكن: "إذا كان الرئيس غير شرعي، فإن كل قراراته بالتالي تكون غير شرعية."
ويمتلك لاكن سجلاً عسكرياً مشرفاً في الجيش الأمريكي، إذ سبق له أن خدم في أفغانستان وكوريا والبوسنة وألمانيا وهندوراس والسلفادور، وهو حائز على ميداليات ونياشين عديدة، بينها النجمة البرونزية.
وقد باشر لآكن حملة التشكيك في ولادة أوباما بالولايات المتحدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2008.