فورت كامبل، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مجدداً بتحقيق الانتصار على تنظيم القاعدة، بعد مقتل زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، الذي تتهمه الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.
وقال الرئيس الأمريكي، أمام أكثر من 2300 جندي من القوات الأمريكية التي عادت من أفغانستان مؤخراً، إن هذا الأسبوع كان "أسبوعاً حاسماً" في تاريخ الولايات المتحدة، مشيداً بعملية مقتل زعيم القاعدة، في عملية نفذتها وحدة من القوات الخاصة على منزله قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد، الاثنين الماضي.
وأضاف أوباما، خلال خطابه أمام الجنود الأمريكيين، بينما كان إلى جانبه نائبه جو بايدن: "إننا في النهاية نتجه إلى تحقيق الانتصار على القاعدة.. لقد نجحنا في قطع رأسهم"، وسط صيحات التأييد من جانب عشرات الجنود الذين تجمعوا في في قاعدة "فورت كامبل" بولاية كنتاكي.
وتابع قوله: "إن إستراتيجيتنا بدأت تؤتي ثمارها، وليس هناك دليل على ذلك أعظم من أن العدالة اقتصت أخيراً من أسامة بن لادن.. إننا ما زلنا أمريكا، التي يمكنها القيام بتنفيذ المهام الصعبة، والتي يمكنها أيضاً القيام بالأمور العظيمة."
واستبق الرئيس الأمريكي خطابه أمام الجنود العائدين من أفغانستان، والذي تضمن تقديم الشكر لهم على المشاركة في المهمة التي تقودها الولايات المتحدة في الدولة الآسيوية، بلقاء مع أفراد المجموعة الخاصة، التي قامت بتنفيذ العملية على مقر إقامة بن لادن، والتي تتبع وحدة SEALs بالبحرية الأمريكية.
وذكر بيان للبيت الأبيض أن أوباما وبايدن استمعا إلى تقرير موجز عن عملية تصفية بن لادن، كما قدما الشكر إلى قادة المجموعة، وقرر الرئيس الأمريكي منح أفراد المجموعة وسام التضحية، وهو أكبر وسام يمكن أن يتم منحه للعسكريين.
جاء لقاء الرئيس الأمريكي مع أفراد مجموعة SEALs وخطابه في معسكر "فورت كامبل"، بعد يوم من زيارته إلى موقع برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وهو المكان المعروف باسم "المنطقة صفر"، حيث قام بتكريم ضحايا الهجوم، الذي يعد الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، كما التقى بأسر عدد من الضحايا.
يُذكر أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، ليون بانيتا، كان قد حذر في وقت سابق من أن تنظيم القاعدة قد يحاول الانتقام لمقتل زعيمه أسامة بن لادن، بعد أن تم توجيه ضربة قوية، لمن وصفهم بـ"الأعداء."
وقال بانيتا، في رسالة وجهها لموظفي الوكالة: "اليوم تخلصنا من المطلوب الأول والأكثر شهرة في عصرنا.. فقد قامت قوة أمريكية ضاربة باجتياح مجمع سكني في أبوتاباد في باكستان، وقتلت أسامة بن لادن"، مؤكداً أنه لم يقتل في العملية أي عنصر من عناصر القوة الأمريكية.
وفيما أوضح بانيتا أن العملية جاءت تتويجاً لجهود متواصلة ومكثفة لعدد من عناصر الوكالات الاستخباراتية، فقد أضاف محذراً: "رغم أن أسامة بن لادن قُتل، إلا أن تنظيم القاعدة لم يمت، وبالتأكيد فإن الإرهابيين سيحاولون الانتقام لمقتله، وعلينا أن نظل حذرين ومستعدين."
وكانت مروحيات أمريكية قد اقتربت في غياهب الليل، من مجمع تحيط به أسوار شاهقة في منطقة "أبوتاباد"، شمالي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، في مهمة هدفها اعتقال أو قتل "أخطر زعيم إرهابي"، طاردته الولايات المتحدة لقرابة عشرة أعوام.
وخلال أقل من 40 دقيقة، غادرت قوة أمريكية المجمع وبرفقتها جثمان زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، بعد مهمة وصفتها بـ"عملية جراحية خاطفة"، وفاءً لنذر قطع بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة، بحسب ما أفادت المصادر الأمريكية.