دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن تنظيم القاعدة، في بيان منسوب إلى قيادته العامة الخميس، تعيين المصري أيمن الظواهري زعيماً للتنظيم، خلفاً لأسامة بن لادن، الذي قُتل في عملية نفذتها وحدة أمريكية خاصة، مطلع مايو/ أيار الماضي، على منزله قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وجاء في البيان الصادر عن "مركز الفجر للإعلام"، ونشر على عدد من المواقع التي تتبنى نشر بيانات التنظيمات المتشددة، دون أن يتسنى لـCNN التأكد من صحته بصورة مستقلة، أن "القيادة العامة لجماعة قاعدة الجهاد، وبعد استكمال التشاور، تعلن تولي الشيخ الدكتور أبي محمد أيمن الظواهري، وفقه الله، مسؤولية إمرة الجماعة."
واستهل البيان برثاء الزعيم السابق للتنظيم، بقوله: "بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، مطمئنة إلى وعد الله تعالى وحسن جزائه، تلقت الأمة المسلمة والمجاهدون في جماعة قاعدة الجهاد وغيرها، نبأ استشهاد الإمام المجدد المجاهد المهاجر المرابط، أسامة بن محمد بن لادن."
وألمح البيان إلى أن تعيين أمير جديد للتنظيم يأتي في ضوء الالتزام بأن "الجهاد ماضياً إلى يوم القيامة"، وأكد أن الجهاد "صار في هذا العصر، فرضاً عينياً ضد الكفار الغزاة المحتلين لديار المسلمين، وضد الحكام المرتدين المبدلين لشرائع الإسلام"، كما وصفه بأنه "خير وفاء للشهداء والأبرار."
ولعب الظواهري دوراً بارزاً في قيادة القاعدة لأكثر من عشر سنوات، وكان يُنظر إليه باعتباره الذراع اليمنى للزعيم السابق للتنظيم، أسامة بن لادن، وحتى قبل إعلان توليه إمارة القاعدة رسمياً، كان الظواهري يُعد هو المخطط الرئيسي والموجه الفعلي لخطط وعمليات التنظيم.
ويُعد الظواهري، وهو طبيب ينتمي لأسرة ثرية في مصر، أبرز مؤسسي وزعماء تنظيم "الجهاد الإسلامي"، وهي جماعة مسلحة، لجأت إلى استخدام العنف لمحاربة نظام الرئيس الراحل أنور السادات، ثم خلفه السابق حسني مبارك.
وعلى غرار بن لادن، سافر الظواهري إلى أفغانستان خلال العقد الثامن من القرن الماضي، حيث انضم إلى "المجاهدين" الأفغان ضد الغزو السوفيتي، حيث كان يشارك ضمن فرق الإسعاف التي كانت تقوم بتقديم خدمات طبية للمقاتلين.
وفي عام 1998، وبعد قليل من الإعلان عن اندماج جماعة الجهاد الإسلامي مع تانظيم القاعدة، أرسل الظواهري رسالة عبر الفاكس إلى صحيفة "الحياة"، حذر فيها من مهاجمة مصالح للولايات المتحدة، وبعد ثلاثة أيام من هذا التحذير، وتحديداً في السابع من أغسطس/ آب، استهدف هجومان السفارتين الأمريكيتين في كل من كينيا وتنزانيا، مما أسفر عن سقوط نحو 224 قتيلاً.
كما يُعتقد أن الظواهري كان له دور في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، على الولايات المتحدة، حيث رصدت السلطات الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله، وهي نفس قيمة الجائزة التي رصدتها لزعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن.
يأتي الإعلان عن اختيار الظواهري زعيماً للقاعدة، بعد نحو شهر على اختيار ضابط مصري سابق بالقوات الخاصة زعيماً مؤقتاً للتنظيم، يُدعى سيف العدل، وفق ما ذكر الناشط الإسلامي الليبي نعمان بن عثمان، لـCNN.
وكان سيف العدل قد انضم إلى المقاتلين الأفغان في حربهم ضد الغزو السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي، ويُعد الرجل الثالث في قيادة تنظيم القاعدة، بعد بن لادن والظواهري.