واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- لفتت منظمة إنسانية إلى تضاعف أعداد المهجرين الأفغان خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، الذين دفعتهم العمليات الجوية والحملات البرية لقوات التحالف الدولية - فضلاً عن فساد قوات الأمن الأفغاني - إلى النزوح من مناطقهم.
وقالت لين يوشيكاوا، من "المنظمة الدولية للاجئين" المعنية بمناصرة شؤون النازحين: "لدينا أكثر من 91 ألف شخص فروا من منازلهم، مقارنة بـ42 ألف شخص خلال ذات الفترة الزمنية من العام الماضي."
وحذرت يوشيكاوا من الظروف المعيشية المزرية التي يعيشها النازحون في مخيمات عشوائية في مختلف أنحاء أفغانستان، ويعاني الكثير منهم أمراضا مزمنة وخدمات صحية محدودة للغاية.
وحذرت المنظمة الإنسانية من استمرار وتيرة النزوح جراء الضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة وحملات الدهم التي تنفذها القوات الخاصة التابعة لها.
وتحدثت يوشيكاوا عن "تكتم "القوات على تأثير عملياتها العسكرية على المدنيين قائلة: "ما زال هناك الكثير من النزوح يحدث، وهو ما لم يعالج بشكل صحيح"، مضيفة: "الجيش لا يشير إلى المدنيين الذين يتشردون جراء عملياته العسكرية."
وأردفت: "هذا يمنع المنظمات الإنسانية من الاستجابة نظرا لأن بعض تلك المناطق يتعذر الوصول إليها جراء خطورة الأوضاع هناك."
ويأتي الكشف رغم تأكيد قائد قوات التحالف الدولية في أفغانستان، الجنرال ديفيد بتريوس، بأن القوات الدولية تحاول قد الإمكان تسديد ضرباتها بدقة لتفادي إيقاع مدنيين ضحايا."
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند قد صرحت الجمعة: "نواصل دعم الجهود المبذولة داخليا في أفغانستان لضمان أن تدار شؤون اللاجئين بشكل جيد لاجئ."
وأضافت "المنظمة الدولية للاجئين" عاملاً آخراً يفاقم مأساة النازحين في أفغانستان، وهي قوات الأمن الأفغانية التي اتهمتها الجماعة الإغاثة بدفع المدنيين للنزوح من مناطقهم وأوضحت يوشيكاوا: "تحدثنا إلى نازحين من اتهموا الشرطة المحلية الأفغانية، التي يدعمها الجيش الأمريكي، بابتزاز المال من الناس، وفرض ضرائب عليهم، وسوء استخدام السلطة ضد المدنيين، كما تورطوا أيضا في حوادث تعذيب وقتل مزعومة في هذه المجتمعات"، على حد قولها.
وسبق وأن أعلن مسؤولون في الحكومة الأفغانية عن جهود لتحسين وتطوير قوات الأمن الوطنية، في حين أكدت واشنطن أنها تعمل عن كثب مع كابول لضمان إرساء معايير جيدة لحقوق الإنسان" و "مكافحة الفساد."
ويشار إلى أن العمليات العسكرية للقوات الدولية كانت دوماً مثار خلاف مع الحكومة الأفغانية، حيث اتهمها الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، مرارا، بالتسبب في مقتل مدنيين، إلا أنها المرة الأولى التي يشار فيها إلى جانب آخر تتسبب به تلك الحملات، وهو دفع المدنيين للنزوح من مناطقهم.
ووقع آخر تلك الحوادث أواخر الشهر الماضي حيث لقي 12 طفلاً مصرعهم في غارة جوية للحلف، ودفع تنامي حدة الغضب الشعبي بوزير الدفاع الأمريكي المنتهية ولايته، روبرت غيتس، بالتقدم لاعتذار إلى الحكومة الأفغانية عن حادث آخر مماثل قتل فيه تسعة صبية بهجوم جوي استهدف مليشيات مسلحة، في مارس/آذار الماضي.
هذا وقد ختمت المنظمة الإنسانية بالإشارة إلى العائلات النازحة هرباً من العنف تخشى العودة إلى مناطقها، خاصة وأن وحدات قوات الأمن المحلية، المكلفة بحماية المدنيين، ينخرها الفساد، ودعت إلى عدم إمدادها بالتمويل حتى يتم استيفاء معايير صارمة للانضباط.