بكين، الصين (CNN)-- وصف رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الجنرال مايك مولن، الصين بأنها "أصبحت قوة عالمية"، وذلك خلال زيارة رسمية يقوم بها أكبر مسؤول عسكري أمريكي للعاصمة الصينية بكين.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي، في خطاب وجهه بجامعة "الشعب" في بكين الأحد، إن "لقد أصبحت الصين اليوم بلد مختلف عما كانت عليه قبل عشر سنوات، ومن المؤكد أنها ستواصل التغيير خلال السنوات العشر المقبلة."
وتابع مولن قائلاً: "لم تعد (الصين) بعد قوة صاعدة، وإنما في واقع الأمر، لقد أصبحت بالفعل قوة عالمية"، ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "الولايات المتحدة تتغير أيضاً."
وأضاف رئيس الأركان الأمريكي أن بلاده تعمل على تعزيز التزاماتها نحو منطقة المحيط الهادئ، والتحالفات التي يرتبط بها وجود القوات الأمريكية في المنطقة، معتبراً أن الصين تُعتبر، هي الأخرى "قوة في المحيط الهادئ."
وعن الحوار الأمريكي الصيني، قال مولن: "أعتقد أن حوارنا يحتاج إلى مزيد من الدفع، في ضوء التغييرات الجارية.. يحتاج إلى الخروج من دائرة العمل خارج قضايا وظروف تحدد علاقتنا الثنائية، إلى العمل معاً من أجل الوصول إلى مصالح عامة مشتركة."
ودعا رئيس الأركان الأمريكي إلى "مواصلة الجهود"، من أجل بناء علاقة شراكة بين الولايات المتحدة والصين، قائلاً: "على كلا الجانبين أن يعملا انطلاقاً من مبدأ الاحترام المتبادل"، وأن يفكرا "محلياً وعالمياً."
تأتي زيارة مولن للصين، وهي الأولى لرئيس أركان أمريكي منذ نحو أربع سنوات، بناءً على دعوة من نظيره الصيني، تشن بينغ ده، والذي قام بزيارة الولايات المتحدة في مايو/ أيار الماضي.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد وصفت الصين، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأنها "قوة صاعدة."
وينظر كثير من المراقبين إلى الصين باعتبارها "قوة عظمى صاعدة"، مع تنامي الدور الخارجي للعملاق الآسيوي، سواء سياسياً أو اقتصادياً.
فعلى صعيد القارة الآسيوية تكاد تكون الصين بالفعل هي القوة الكبرى الوحيدة، رغم بعض المنافسة التي قد تواجهها من قبل اليابان أو الهند.
أما على الصعيد العالمي، فقد بدأ النفوذ الصيني يتسع إلى مناطق مختلفة من العالم، من بينها القارة الأفريقية، وأمريكا اللاتينية، بل امتد أيضاً إلى بعض المناطق في القارة الأوروبية.
ولكن العديد من الخبراء يرون أنه حتى تصبح الصين قوة عظمى حقيقية، فإن نفوذها الخارجي لا يجب أن يقتصر فقط على القطاعات الاقتصادية، بل ينبغي أن يتضمن أيضاً وجوداً عسكرياً ملموساً يؤثر في الأحداث والتطورات السياسية الجارية.