دولو، الصومال (CNN)-- تعهد البنك الدولي بتقديم ما يزيد على 500 مليون دولار، لمساعدة ضحايا أسوأ موجة مجاعة تضرب الصومال، مع اختتام اجتماع دولي طارئ للأمم المتحدة في روما الاثنين، بهدف حشد دعم المجتمع الدولي لمساعدة الشعوب المتضررة من الجفاف في القرن الأفريقي.
وقال روبرت زولييك، مدير البنك الدولي: "من المهم أن نتحرك سريعاً لتخفيف معاناة البشر."
واتفق ممثلو 191 دولة، هي الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، في اجتماعهم الطارئ بروما الاثنين، على برنامج للمساعدة على مسارين، يهدف إلى تفادي وقوع كارثة إنسانية حتمية، وإقامة أمن غذائي طويل الأجل في المنطقة.
وأقر المشاركون، في البيان الختامي، بأنه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة القائمة في هذه المنطقة من العالم، فإن الموقف الراهن مرشح للتدهور بسرعة، ليتحول إلى كارثة إنسانية تطال عدة أطراف تمثل الجزء الأعظم من منطقة القرن الأفريقي.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 12 مليون شخص تأثروا بأسوأ موجة قحط تشهدها المنطقة منذ ستة عقود.
وقالت باربرا ستوكينغ، المدير التنفيذي لمنظمة "أوكسفام" الخيرية: "قادة العالم ليس لديهم أعذار لعدم الاستجابة بسخاء.. ما كان ينبغي لهذا أن يحدث لقد تم تجاهل الدروس المستقاة من المجاعات السابقة.. علينا بناء نظام دولي يتيح للجميع ما يكفي من الغذاء."
لكن ترجمة هذه الجهود على أرض الواقع قد تستغرق وقتا طويلاً للعديد من الصوماليين من هم بحاجة ماسة وعاجلة للمساعدات، ففي منطقة "دولو" على الحدود الصومالية- الإثيوبية، يقوم العاملون ببرنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، بتسجيل أسماء المحتاجين.
ولاحظت CNN لدى زيارتها للموقع الاثنين، أنه ما من أحد يتلقى أي نوع من المساعدات، التي يتوقع وصولها خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق عمال إغاثة.
والاثنين، نقلت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني أن كمية المساعدات التي تنقلها اليونيسيف إلى القرن الأفريقي لم يسبق لها مثيل لمواجهة الأزمة الإنسانية الفادحة.
ودفع الإعلان عن انتشار المجاعة في منطقتين بجنوبي الصومال، بمئات الآلاف من الصوماليين إلى النزوح من مناطقه، والتوجه إلى العاصمة مقديشو.
وبلغ عدد النازحين أكثر من 150 ألف شخص، منذ مطلع الشهر الجاري.
وتحدثت منظمات دولية عن تحديات جسيمة تواجهها لتوزيع المساعدات الإنسانية، أشارت إليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائلة: "لدينا فرق منتشرة في كل أنحاء الدولة، لوجيستياً.. العمل في الصومال معقد للغاية."
وقال الناطق باسم المنظمة، إيف فان لو، إن هناك حاجة للمزيد من التمويل لتوسيع عملية المساعدة، وأضاف: "غطينا معظم المحتاجين في مناطق تمكنا من الوصول إليها.. لكن هناك حاجة لفعل المزيد.. إذا حصلنا على المزيد من الأموال، فبإمكاننا القيام بذلك."
يُشار إلى أن البنك الدولي تعهد بتقديم أكثر من 500 مليون دولار لمساعدة ضحايا الجفاف، بجانب 12 مليون دولار كمساعدات فورية للمناطق المتأثرة بشدة بالقحط.