واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أقر طوم مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، بأن اختلافات في وجهات النظر حيال "الربيع العربي" وقعت مع السعودية، ولكنه قال إنها اقتصرت على الفترة الأولى من الأحداث، ومن ثم عادت لتصبح بوضع جيد، ونفى أن تكون إيران قد حركت الانتفاضات بالمنطقة، بل وجزم أن الثورات التواقة للديمقراطية ستكون مناهضة لتوجهاتها وستساعد على وضعها في عزلة متزايدة.
وقال دونيلون، وهو بالنسبة للكثير من المراقبين صاحب الرأي الأساسي في البيت الأبيض بما يتعلق بالسياسات الخارجية، متحدثاً عن زيارته إلى السعودية واجتماعه مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز: "في بداية الربيع العربي كان هناك تقلبات وتغيرات كبيرة، وعانت علاقتنا مع بعض حلفائنا إلى حد ما.
وتابع دونيلون، في مقابلة مع برنامج "فريد زكريا GPS" تعرض على شاشة CNN الأحد: "لقد كان هناك بعض نقاط الاختلاف والاحتكاك بيننا وبين شركائنا في المنطقة، ولكن أظن أن علاقتنا في وضع جيد، وذلك بناء على محادثاتي المباشرة مع قادة السعودية حول مصالحنا الإستراتيجية المشتركة."
ولدى سؤاله حول ادعاء إيران بأن الثورات العربية تستلهم تجربتها قال دونيلون: "الإيرانيون لا يقفون خلف الربيع العربي رغم أنهم يزعمون ذلك، ولكنهم يحاولون الاستفادة مما يجري في سوريا والبحرين وأماكن أخرى في المنطقة وأنا أعتقد أن هذا سيفشل."
وأوضح المسؤول الأمريكي رؤيته للوضع بالقول: "من بين أهم مساهمات الربيع العربي رسم خط واضح بين ما كان يجري وبين الرغبة الحقيقة بالديمقراطية والحرية، وهذه الرغبة تتناقض مع موقف القاعدة باعتماد العنف الأعمى دون مخططات واضحة، وكذلك تتناقض مع المواقف الإيرانية."
وأضاف: "أظن أنه على المدى البعيد فإن ما يجري سيشكل سلسلة من الأحداث التي تزيد من عزلة إيران، ولن تصب في صالحها."
ونفى دونيلون أن يكون قد اطلع على أدلة يمكن أن تشير إلى احتضان رسمي باكستاني للزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي قتل في غارة أمريكية استهدفته قرب العاصمة إسلام أباد.
وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي: "لم يُعرض علي أي دليل يمكن أن يدل على أن القيادة الباكستانية أو الجيش أو الاستخبارات كانوا على علم مسبق بوجود بن لادن في باكستان، ولكن واقع أنه كان يعمل في ذلك البلد منذ فترة طويلة يثير الكثير من الأسئلة، وقد قمنا بتوجيه هذه الأسئلة إلى الجانب الباكستاني."
وفي الشأن الليبي، قال دونيلون إنه لا يعرف ما إذا كان العقيد معمر القذافي على استعداد للتخلي عن السلطة، وقال إن واشنطن تنظر إلى الموضوع من زاوية أنها نفذت ما تعهدت به لجهة الاستعانة بالقوة العسكرية مع الحلفاء لوقف أزمة إنسانية كادت أن تقع في البلاد.
وتابع بالقول: "لدينا هدف أبعد، وهو رحيل القذافي، وذلك لصالح الشعب الليبي، وقد أعددنا عدة وسائل ضغط لدفعه للرحيل، وهي ناجحة، فالثوار يتقدمون عسكريا نحو طرابلس ولدينا على المستوى السياسي مجلس انتقالي يكتسب شرعية متزايدة" بحسب تعبيره.