إسلام أباد، باكستان (CNN)-- لقي 30 شخصاً على الأقل مصرعهم، في مدينة كراتشي ليل الاثنين، في آخر حصيلة لدوامة العنف السياسي والعرقي التي تجتاح العاصمة التجارية لباكستان.
وأوقعت موجة العنف، التي تجتاح المدينة، أكثر من ألف قتيل هذا العام، من بينهم قرابة 200 قتلوا الشهر الماضي وحده، وفق مفوضية حقوق الإنسان الباكستانية.
ولا يمت العنف الدائرة بصلة إلى حركة طالبان أو الجماعات المتشددة التي ينظر إليها الغرب باعتبارها مشكلة باكستان الأمنية الأكثر إلحاحاً.
وتحمل السلطات الباكستانية مسؤولية إذكاء جذوة العنف على عاتق الخصومات العرقية المريرة، وصراع الأحزاب السياسية المتناحرة على السطوة والنفوذ في المدينة، التي يصل تعدادها نحو 15 مليون نسمة، ينحدرون من أكثر من خمس إثنيات مختلفة.
وتتصارع ثلاثة أحزاب سياسية على السلطة في كراتشي، هي: الحركة القومية المتحدة، وحزب عوامي الوطني، وحزب الشعب الباكستاني الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس آصف علي زرداري.
ويعتبر حزب الشعب الباكستاني أن كراتشي، عاصمة إقليم السند، هي قاعدته السياسية، التي تسيطر عليها بالفعل حركة قوامي المتحدة، التي تمثل الناطقين بالأوردو، الذين هاجروا إلى باكستان من الهند في عهد الاستقلال عام 1947.
وخلال السنوات الأخيرة، تصادم نفوذ الحركة مع "حزب عوامي الوطني"، الذي يمثل الناطقين بلغة الباشتو، الذين قدموا إلى كراتشي من شمال غربي باكستان.
ويشار إلى أن لكراتشي تاريخ معقد من العنف العرقي والطائفي منذ عام 1947، وهو الأمر الذي أدى إلى تنامي المنافسات السياسية بين الأحزاب السياسية الثلاثة الكبرى.
وشهدت المدينة، الشهر الماضي، اشتباكات عرقية ألقيت باللائمة فيها على حزبي "الحركة القومية المتحدة"، وحزب عوامي الوطني.