CNN CNN

كاميرون: سنتعامل بحزم مع الفوضى و16 ألف شرطي بشوارع لندن

الخميس ، 08 أيلول/سبتمبر 2011، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)
 
حريق في منطقة وسط كرويدون، جنوب لندن
حريق في منطقة وسط كرويدون، جنوب لندن

لندن، إنجلترا (CNN) -- أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن حكومته ستتعامل بحزم مع أحداث العنف التي تشهدها العاصمة بريطانية، لليوم الرابع على التوالي، وتوسعت لتشمل عددا من المدن البريطانية.

وأشار كاميرون، في كلمة ألقاها بعد اجتماع طارئ لحكومته لمناقشة الأزمة، إلى اعتقال 450 شخصا لصلتهم بأعمال العنف التي انطلقت شرارتها من منطقة "توتنام"، شمالي لندن، إثر مقتل مواطن على يد الشرطة.

ولوح محذرا المشاركين في أعمال الفوضى قائلاً: "إذا كنت راشداً بما يكفي لارتكاب مثل هذه الجرائم، فأنت بالغ بما يكفي لمواجهة العقوبات."

وشدد بأن حكومته ستبذل قصارى جهدها لإعادة الهدوء إلى شوارع لندن، مشيراً إلى أنه سيتم نشر 16 ألف رجل شرطة في الشوارع، التي يتصدى فيها 6 آلاف من قوات مكافحة الشغب لأعمال الفوضى المندلعة منذ أربعة أيام، كما سيتم استدعاء المزيد من مناطق أخرى بالبلاد، وإلغاء كافة العطل.

وأعلن أنه سيدعو البرلمان لقطع عطلته الصيفية وعقد جلسة الخميس لمناقشة أعمال الشغب التي تشهدها العاصمة وبعض المدن الأخرى.

وجاءت كلمة رئيس الوزراء البريطاني، الذي عاد ليترأس الاجتماع الطارئ بعد قطع إجازته في إيطاليا، مع توسع رقعة العنف بضواحي العاصمة البريطانية، لندن، وامتدادها إلى مدن "ليفربول" و"بيرمنغهام"، "وبريستول" حيث قامت حشود من الشباب بأعمال شغب ونهب، في أسوأ اضطرابات تشهدها بريطانيا مؤخراً.

وبدت شوارع ضواحي لندن صباح الثلاثاء كساحة حرب.

وأنحى المسؤولون باللائمة على عصابات إجرامية قامت بمهاجمة قوات مكافحة الشغب في منطقة "هاكني"، شرقي لندن، وأظهرت مقاطع فيديو مجموعة من الشباب الملثمين يقذفون عناصر الأمن بالزجاجات الحارقة، ويدمرون سيارة للشرطة ويحطمون نوافذ المحال، التي تعرض بعضها للنهب.

كما أضرموا الحرائق في العديد من المحال التجارية، في منطقة "كرويدون" جنوبي لندن، حيث مقر وزارة الداخلية البريطانية.

وأشارت تقارير إلى نشوب عدد من الحرائق في ضواحي مدينة لندن، وقال مسؤول في دائرة الإطفاء رداً على تساؤلات CNN: "نحن مشغولون للغاية للرد على أي استفسارات من وسائل الإعلام."

وتوسع الشغب في نواحي لندن ليجتاح ضواحيها وهي مناطق "لويشام" و"بيكام"، و"كلابام" حيث عطلت السلطات حركة النقل بالقطارات والأنفاق، وهي واحدة من أكبر وأكثر محطات العاصمة البريطانية ازدحاما، نظراً لما وصفته بدواع أمنية.

وامتدت أعمال الفوضى والعنف لتصل إلى "بيرمنغهام"، وتبعد 120 ميلاً شمالي لندن، وذكرت السلطات الأمنية أن العديد من الممتلكات، العامة والخاصة، تعرضت للتخريب والنهب.

وأشارت الشرطة البريطانية في بيان صدر، فجر الثلاثاء، إلى اعتقال قرابة مائة شخص في المدينة، مؤكدة "عدم وقوع إصابات كبيرة بين قوات مكافحة الشغب والعامة أو المحتجين جراء الشغب."

كما تحدثت تقارير عن فوضى اجتاحت مدينة "ليفربول"، وتبعد 180 ميلاً شمال غربي لندن، حيث أحرقت العديد من المركبات، بجانب مدينة "بريستول."

وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن قطعه عطلة يقضيها في إيطاليا، والعودة ليترأس اجتماعات لمناقشة العنف الذي انطلق من ضاحية "توتنام"، شمالي لندن، السبت، باحتجاجات على مقتل مارك دوغان، 29 عاماً، بيد الشرطة البريطانية.

والاثنين، أعلنت شرطة "متروبوليتان" البريطانية عن مواصلة حملة اعتقالات على خلفية اندلاع أعمال شغب ومصادمات بين قوات مكافحة الشغب ومحتجين على مقتل دوغان، أسفرت عن إصابة 35 من أفراد الشرطة وإحراق وتخريب ممتلكات عامة.

وذكرت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت ما يزيد على مائة شخص، ليل الأحد، بالإضافة إلى 61 آخرين اعتقلوا يومي السبت والأحد، وتوجيه الاتهامات إلى 17 منهم.

والاثنين، قالت إن المجموعات تواصل استهداف المحال وقوات مكافحة الشغب في "توتنام"، حيث دفع بالمزيد من التعزيزات الأمنية إلى شوارع المنطقة التي يجتاحها العنف منذ السبت، وندد بها داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية بالأحداث في بيان، الأحد، جاء فيه: "أعمال الشغب في توتنام الليلة الماضية أمر غير مقبولة البتة.. فليس هناك ما يبرر الاعتداء على الشرطة أو العامة أو الممتلكات."

وكانت الاحتجاجات قد بدأت بصورة سلمية، ليل السبت، بتجمع نحو 30 من أصدقاء وأقارب دوغان، أمام مركز شرطة توتنام احتجاجاً على مقتله على يد الشرطة، الخميس.

ومع توسع نطاق الاحتجاج وتزايد أعداد المحتجين، تصاعد التوتر في المنطقة، وألقت الحشود الحجارة والزجاجات الفارغة على سيارات الشرطة، وأضرموا النار فيها، أثناء محاولاتهم إغلاق الشارع الرئيسي في توتنام شمالي لندن، بحسب ما نقلت السلطات البريطانية.

وتشير التقارير إلى أن دوغان قتل برصاص الشرطة أثناء توقيف سيارة أجرة كانت على متنها، فيما قالت أخرى إنه قتل بطلق في الرأس بعد توقيفه، وهو ما نفته "المفوضية المستقلة للتحقيق في الشكاوي ضد الشرطة" قائلة: "التكهنات بأن دوغان "اغتيل" بطريقة الإعدام وبإطلاق عدد من الرصاصات على رأسه كذبة مطلقة."