دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناولت العديد من الصحف الكبرى في مختلف عواصم العالم السبت، خطاب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دعا فيه إلى الاعتراف بـ"فلسطين" كدولة مستقلة، وطلب حصولها على العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية.
واشنطن بوست:
أبرزت الصحيفة الأمريكية عنواناً على صدر صفحتها الرئيسية يقول: مساعي الفلسطينيين لعضوية الأمم المتحدة بمواجهة التجميد عملياً بعد دعوة القوى الكبرى لاستئناف المفاوضات.
وقالت الصحيفة: دخلت المساعي التي يبذلها الفلسطينيون للحصول على عضوية الأمم المتحدة مرحلة التجميد عملياً الجمعة، بعدما أعلنت القوى الكبرى موافقتها على مقترح باستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف التوصل إلى تسوية نهائية بحلول نهاية العام 2012 القادم.
تم الإعلان عن هذا الاقتراح، الذي إذا ما قبله الفلسطينيون والإسرائيليون سيكون عليهما عقد أول لقاء مباشر بينهما في غضون أقل من شهر، بعد قليل من تقديم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، طلباً رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بحصول دولة "فلسطين" على عضوية المنظمة الدولية.
وفيما أعلنت إسرائيل معارضتها للطلب الفلسطيني، فإن الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، تتخوف من أن يؤدي هذا الطلب إلى اندلاع موجة جديدة من العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يعتبرون أنه سيتسبب في تقلص فرص السلام في المنطقة.
روسيسكايا غازيتا:
طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة يصب في مصلحة الجميع
بهذا العنوان، تناولت الصحيفة الروسية الملف الفلسطيني، وقالت: إن الخطوة الفلسطينية، وإن بدت مستحيلة، إلا أنها تصب في مصلحة الجميع إذا أحسن استغلالها، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديمه الطلب لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، يساعد الولايات المتحدة في حفظ ماء وجهها، ويقدم للإسرائيليين فرصة ذهبية لحل جميع القضايا الخلافية مع الفلسطينيين عبر مفاوضات مباشرة.
المشاورات قبل التصويت على الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن، لا تستغرق يوماً واحداً، وإنما قد تستمر شهوراً وربما عاماً كاملاً، وهذه الفترة يمكن أن يتم استثمارها بشكل جيد من قبل الإسرائيليين والأمريكيين وحتى الفلسطينيين أنفسهم، فعباس يمكنه خلال هذه المدة أن يحشد الدعم لسياسته، ويعزز موقعه القيادي بين الفلسطينيين.
وأوباما الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية، إذا تمكن من إقناع طرفي النزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات، فسوف يكون قد حقق نصراً كبيراً على صعيد السياسة الخارجية، يزيد من حظوظه في الفوز في السباق إلى البيت الأبيض.
وحكومة نتنياهو يمكن أن تشرح للإسرائيليين عمق التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، وتقنعهم بضرورة تقديم تنازلات، وتتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، فتحافظ بذلك على موقعها.
الشعب:
أما صحيفة "الشعب" الصينية، فقد تناولت الشأن نفسه تحت عنوان: الولايات المتحدة تتورط في انزلاق القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية إلى مستنقع عميق.
وكتبت تحت العنوان: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 21 سبتمبر (أيلول) الحالي، إنه دعا قبل سنة من الآن إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وإنه كان ولا يزال يرى أن الفلسطينيين يجب أن تكون لهم دولتهم الخاصة، ولكن يجب أن يبنى هذا البلد على أساس محادثات السلام مع الإسرائيليين.
ودعا الجانبين للتفاوض حول الحدود والأمن واللاجئين ووضع القدس وقضايا أساسية أخرى، حتى يتم تحقيق "سلام حقيقي"، والولايات المتحدة لا تؤيد سعي فلسطين وراء العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من جانب واحد، وأنها ستستخدم حق "الفيتو" إذا لزم الأمر.
ومنذ زمن قريب، يشعر الرأي العام الأمريكي بقلق عميق إزاء مواجهة الولايات المتحدة تورطها في القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية، ومن الواضح أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل من حديد.
كما أن الجماعات اليهودية تبدو قوية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012، التي تقترب عن موعدها، وأن دعم أوباما لإسرائيل في هذه المرحلة خياراً لا مفر منه، في حين أن استخدام أمريكا حق النقض "الفيتو" لمنع إقامة الدولة الفلسطينية، هي صورة أكثر سلبية في عيون العالم العربي.