دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- غادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني، العاصمة اليمنية صنعاء بشكل مفاجئ في وقت متأخر من مساء السبت، بعد لقاء قصير مع الرئيس علي عبد الله صالح، لبحث الترتيبات الخاصة بالتوقيع على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن.
ورفض الزياني الإدلاء بأية تصريحات للصحفيين عن نتائج مباحثاته مع الرئيس اليمني، أو المشاورات التي أجراها، خلال زيارته صنعاء التي استغرقت عدة ساعات، مع عدد من القياديين في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم والأحزاب المتحالفة معه، أو قادة أحزاب ما يُعرف بـ"اللقاء المشترك"، الذي يقود المعارضة في اليمن.
وأفادت تقارير رسمية بأن الزياني بحث مع رئيس الجمهورية اليمنية، وقيادات المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب التحالف الوطني، وكذا قيادات اللقاء المشترك"، الجوانب المتعلقة بالترتيبات الخاصة بالتوقيع على اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، لحل الأزمة في اليمن، والآليات التنفيذية لها.
وفيما أوردت التقارير أن الرئيس علي عبد الله صالح يرفض التوجه إلى العاصمة السعودية الرياض، للتوقيع على المبادرة الخليجية، التي تنص على تنحيه عن السلطة في غضون شهر، فقد نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عنه تأكيده على أهمية تنفيذ المبادرة "كمنظومة متكاملة، غير قابلة للتجزئة والانتقاء."
وقبل قليل من مغادرة الزياني المفاجئة لصنعاء، أكد مسؤول يمني بارز في حزب المؤتمر الحاكم لـCNN السبت أن رفض صالح السفر إلى الرياض، مرده خشيته من وقوع انقلاب عسكري حال مغادرته البلاد، التي شهدت 13 من محافظاتها مسيرات ضخمة، تنادي برحيله بعد أكثر من ثلاثة عقود في السلطة.
وقال المسؤول اليمني، الذي رفض تسميته لأنه غير مخول بالحديث في هذا الشأن: "صالح يشعر بأن انقلاب مخطط له قد يقع إذا ما غادر البلاد"، وتابع المصدر قائلاً: "صالح عضو في الحزب الحاكم، وله حق إيفاد أعضاء نيابة عنه."
وأوضح المسؤول أن صالح سعى لإقناع أمين عام مجلس دول التعاون الخليجي، عبد اللطيف بن راشد الزياني، بإمكانية توقيع وفد يمثله إلى الرياض، على اتفاق نقل السلطة، الذي يتخلى بمقتضاه عن السلطة خلال شهر.
وفي وقت سابق قال الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، طارق الشامي، إن وفد الحزب سيتوجه إلى السعودية لتوقيع الاتفاق، وإن الرئيس اليمني لن يكون ضمن المشاركين، وأضاف أن مستشار الرئيس اليمني، عبد الكريم الأرياني، هو من سيوقع على الاتفاقية نيابة عن صالح.
وكانت أحزاب المعارضة، المتمثلة بأحزاب اللقاء المشترك قد وافقت بصورة مبدئية على المبادرة الخليجية، التي تنص على تنحي صالح خلال 30 يوماً، على أن يعطى حصانة كاملة له ولأركان نظامه.
وفي الأثناء، قال محمد قحطان، القيادي في أحزاب اللقاء المشترك، إن تكتل المعارضة لن يقبل تعديل المبادرة الخليجية، والتي تنص حرفيا أن يوقع عليها الرئيس اليمني والمعارضة.
وأضاف قحطان: "لن توقع المعارضة إلا بتوقيع صالح، ولن نقبل تعديل الاتفاقية التي تنص على توقيع الرئيس والمعارضة، وكما قبلنا كلام الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، الذين أبلغونا إما أن نقبل المبادرة بنصها حرفياً أو أن لا نقبلها، فقبلناها نصاً، والآن على الأشقاء الالتزام بنص المبادرة، وإجبار صالح على التوقيع شخصياً، فهم الآن أمام اختبار حقيقي"، طبقاً لما أورد موقع "عدن برس."
وتشهد اليمن اعتصامات واحتجاجات شعبية ضخمة، منذ أكثر من شهرين، تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، بعدما أمضى نحو 34 عاماً في السلطة.