صنعاء، اليمن (CNN)-- سقط ما يزيد على 36 جريحاً في العاصمة اليمنية صنعاء، نتيجة تجدد الاشتباكات بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، ومسلحين موالين لأحد أبرز زعماء العشائر المناهضة لنظام الرئيس اليمني، بحسب ما أكد شهود عيان لـCNN الثلاثاء.
وتجددت الاشتباكات الثلاثاء قرب منزل شيخ شيوخ قبيلة "حاشد"، الشيخ صادق الأحمر، حيث استهدفت القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح منزل الزعيم القبلي بقذائف المدفعية الثقيلة، كما شوهدت مروحيات تابعة للجيش اليمني تحلق في الأجواء فوق منزل الشيخ الأحمر.
تأتي هذه الاشتباكات بعد يوم من مواجهات عنيفة بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية الاثنين، أسفرت عن سقوط العديد القتلى والجرحى، كما سيطر المسلحون على عدد من المباني الحكومية في صنعاء، من بينها وزارة التجارة والصناعة، كما هاجموا مقر وزارة الداخلية.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" بتدمير ثلاثة طوابق من مبنى الوكالة، كما دُمرت شبكتها التقنية، جراء إطلاق نار كثيف على المبنى، بمختلف أنواع الأسلحة من قبل عناصر مسلحة تابعة لأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.
وذكرت "سبأ" أن المهاجمين استخدموا الأسلحة الرشاشة، وقذائف "أر بي جي"، وصورايخ "لاو"، مشيرة إلى أن إطلاق النار على مبنى الوكالة استمر من الثانية بعد الظهر، حتى السابعة من مساء الاثنين، وقالت إن اثنين من صحفييها أُصيبا نتيجة القصف.
إلى ذلك، حمّلت وزارة الداخلية "أولاد الأحمر" مسؤولية المواجهات المسلحة التي تشهدها العاصمة اليمنية لليوم الثاني على التوالي، مشيرةً إلى قيام من وصفتهم بـ"عصابة مسلحة"، بمهاجمة إحدى الدوريات التابعة للشرطة، مما أدى إلى "استشهاد" أحد الجنود، وإصابة خمسة آخرين.
وقال مسؤول أمني إن المسلحين قاموا بعد ذلك، بمهاجمة كل من مدرسة "الرماح"، وقسم الشرطة بـ"الحصبة"، ومعهد الإرشاد والتوجيه، ومبنى وزارة الصناعة والتجارة، ومبنى الخطوط الجوية اليمنية، حيث أطلقوا عدداً من القذائف باتجاه الدور الخاص بمكاتب طيران "السعيدة"، ما أدى إلى احتراق تلك المكاتب.
وقد تصاعدت الأحداث الأمنية بسرعة في العاصمة اليمنية، خلال الساعات الماضية، بعد قيام عناصر موالية للرئيس علي عبدالله صالح بمحاصرة مقر السفارة الإماراتية بمن فيها من دبلوماسيين، الأمر الذي عرقل المبادرة الخليجية.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن المجلس الوزاري الخليجي، تعليق مبادرته لحل الأزمة اليمينية لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها، على ضوء رفض الرئيس اليمني التوقيع على وثيقة المبادرة، التي تقضي بتخليه عن السلطة.
وتتضمن المبادرة الخليجية قيام المعارضة اليمنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية واستقالة صالح من منصبه بعد شهر على الأكثر من توقيعها، مقابل تمتعه بحصانة له ولأقاربه، تحول دون ملاحقته قضائياً، على أن تتم انتخابات رئاسية بعد 60 يوماً.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.