صنعاء، اليمن (CNN) -- سخر عبدالقوي القيسي، أحد كبار مساعدي الشيخ صادق الأحمر، أحد زعماء قبيلة حاشد ، الذي تخوض عناصر تابعة له منذ أيام مواجهات مسلحة مع قوات حكومية وسط صنعاء، من مذكرة التوقيف بحق الأحمر وعدد من أشقائه، قائلاً إن الحكومة اليمنية عاجزة عن توقيف "دجاج في الشارع" ولن يسعها بالتالي القبض على أقوى زعيم قبلي بالبلاد.
وتعهد القيسي، في حديث لـCNN بأن تواصل القوى المعارضة الضغط على الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، حتى الإطاحة به، ومن ثم تحويله إلى المحاكمة "ليواجه مصير القيادات الإجرامية، مثل الرئيس المصري السابق، حسني مبارك."
ووصف القيسي الشيخ الأحمر بأنه "بطل في عيون اليمنيين الذي يعتبرون أن صالح هو المجرم،" مضيفاً أن المعارك التي احتدمت بين الجانبين حتى فجر الجمعة أودت بحياة 51 شخصاً، بينما قال التلفزيون اليمني إن المواجهات أدت لمقتل أربعة أشخاص وجرح 11 في قصف نفذه رجال القبائل.
ونقل موقع "الإصلاح نت" التابع للتجمع اليمني للإصلاح، أحد أكبر قوى المعارضة عن نائب رئيس البرلمان، الشيخ حمير الأحمر، تحذيره من أي محاولة لاقتحام منزله ومنازل إخوانه في منطقة حدة وسط العاصمة صنعاء، مهدداً بتوسيع دائرة القتال "إذا اضطروا لذلك."
وأشار الأحمر إلى أن ثلاثة فقط من إخوانه هم صادق وهاشم وحاشد - الذين يسكنون في منزل والده - يشاركون في القتال الدائر بمنطقة الحصبة دفاعاً عن أنفسهم ومنزلهم، وقال "لا نريد توسيع دائرة هذا القتال، لكن إذا اضطررنا فسنشارك كل من موقعه وبيته وستكون حرب طاحنة في صنعاء كما سيشارك حسين الذي يتواجد حالياً في عمران."
يشار إلى أن الإخوة الأحمر هم أبناء الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، الرئيس السابق للبرلمان وزعيم قبيلة حاشد، إحدى أكبر القبائل اليمنية، وقد توفى عام 2007 ولديه عشرة أبناء هم صادق وحميد وحمير وحسين وهمدان وهاشم وحاشد وبكيل ومذحج وقحطان.
وفي واشنطن، شكك عدد من المراقبين في إمكانية انتهاء الأزمة اليمنية بشكل سليم، مبدين قلقهم من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية، وفي هذا الإطار قال مايكل روبن، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في معهد "أميركان إنتربرايز" إنه مع رحيل مبارك "غادر آخر ديكتاتور في الشرق الأوسط طواعية."
ولفت روبن إلى ليبيا التي يتصدى زعيمها معمر القذافي للمحتجين المطالبين برحيله بقوة السلاح باتت "هي النموذج لليمن وسوريا ودول أخرى،" مضيفاً أن الزعماء العرب الذين شاهدوا إحالة مبارك للقضاء وتعرض القذافي للقصف الصاروخي من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي استبعدوا تماما فكرة ترك الحكم مقابل "تقاعد هادئ."
أما في صنعاء، فقد نقلت صحيفة "26 سبتمبر" التابعة لوزارة الدفاع اليمنية عن مصدر مسؤول لم تكشف اسمه تعليقات حول مواقف أخيرة أدلى بها الشيخ صادق الأحمر، فوصفها بأنها "تصريحات عنترية متطاولة وغير لائقة أراد من خلالها أن يلبس نفسه زيفاً ثوب البطولة التي يفتقدها وذلك للتغطية على حالة الرعب والخوف التي يعيشها هو وأخوته وعصابته بعد أن تلقوا درساً صغيراً في فرض هيبة النظام والقانون."
وقال المصدر إن على صادق الأحمر وإخوانه "الانصياع للنظام والقانون وعدم اعتبار أنفسهم أنهم من طينة أخرى وفوق القانون وعليهم تسليم أنفسهم إلى أقرب قسم شرطة ليتسنى مساءلتهم أمام العدالة إزاء ما اقترفوه بحق الوطن والمواطنين من جرائم بشعة يندى لها الجبين."
ووصف المصدر الأحمر وإخوانه بأنهم "مجرمون قتلة" واعتبر أنهم لن ينجحوا في النجاة "من يد العدالة لتي ستطالهم أينما كانوا وليس هناك من أحد فوق القانون."
وبحسب صحيفة "26 سبتمبر،" فإن المعارك التي شهدتها صنعاء أدت إلى "حالة ذعر غير مسبوقة في أوساط المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء، وشهدت الساعات الماضية الأول انسحابات هائلة للمعتصمين الذين بدأوا بمغادرتها أفواجاً عائدين إلى محافظاتهم."
من جانبها، أصدرت أحزاب المعارضة التي تنشط في إطار "اللقاء المشترك" بياناً جددت فيه التأكيد على "سلمية الثورة ورفض العنف،" وحملت نظام صالح "المسؤولية الكاملة عن ممارسات العنف والاقتتال، وافتعال المعارك والحروب بين اليمنيين، جراء عدوانهم على المناطق والقرى الآمنة، واستهدافهم المتكرر والمتعمد للقيادات القبلية."
واتهم البيان نظام الرئيس صالح بالإصرار على "الزج بالبلاد في أتون حرب أهلية، في محاولات بائسة وسعي مستميت لحرف مسار الثورة عن خطها ونهجها السلمي،" وأعادوا مطالبة الرئيس اليمني بـ"وقف القتال والاستجابة للمطالبة الشعبية بالتنحي الفوري والعاجل عن السلطة اليوم وقبل الغد."