صنعاء، اليمن(CNN) -- لقي عشرة أشخاص، على الأقل، مصرعهم، وأصيب 17 آخرون، الثلاثاء، في قصف جوي عنيف نفذه الطيران الحربي اليمني على مناطق سكنية بمديرية "أرحب" شمال صنعاء، أثناء مواجهات طاحنة بين القوات الحكومية ورجال القبائل، تزامناً مع صدور تقرير دولي يدعو لاتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين.
وقالت الحكومة اليمنية إن الغارات الجوية استهدفت مقاتلي القبائل المسلحين، وقال المتحدث الرسمي باسمها، عبده جنادي: "القبائل المسلحة تهاجم النقاط العسكرية والحكومة تستهدف فقط المسلحين من يحاولون اقتحام قواعدها.. القبائل المسلحة مدعومة من أحزاب المعارضة وقادة عسكريين انشقوا عن الجيش اليمني."
وناقض شهود عيان التبريرات الرسمية بالتشديد على أن ضحايا قصف الثلاثاء معظمهم من المدنيين، من بينهم ستة أطفال أو نساء، وقال أحدهم، ويدعى عبدالله حانك: "الحكومة تقتل المدنيين الأبرياء ومن ثم تدعي بأنهم مجرمون.. القبائل لا تحارب الحكومة.. بل تدافع عن نفسها في وجه الهجمات."
وذكر ستة من سكان "أرحب" لـCNN أن القصف الجوي الكثيف استهدف مناطق مأهولة بالسكان وقرى بعيدة عن المعسكرات، لافتين إلى أن الهجوم العسكري، وهو الأعنف، متواصل منذ يومين.
ونقلت وسائل إعلام يمنية أن اشتباكات عنيفة دارت بين القبائل المسلحة وقوات حكومية من "معسكر الصمع،" وقامت قوات الحرس الجمهوري، المدعومة بأكثر من ثلاثين دبابة وغطاء جوي من الطائرات المقاتلة بمحاولات لاقتحام عدد من قرى المديرية.
وأوردت وسائل الإعلام تلك أن "أرحب" تعرضت لما لا يقل عن 25 غارة جوية صباح الثلاثاء.
واندلعت المواجهات المسلحة بين رجال القبائل المسلحين والقوات الحكومية اليمنية منذ يونيو/حزيران الماضي، إثر انضمام قبائل إلى الثورة اليمنية المطالبة بتنحي الرئيس، علي عبدالله صالح، بعد ثلاثة عقود في السلطة.
وأعلن مقاتلو رجال القبائل في أرحب عن تدمير أربع دبابات وستة عربات مدرعة تابعة للحرس الجمهوري خلال مواجهات عسكرية استمرت 12 ساعة.
وتزامنت التطورات الميدانية مع صدور تقرير أممي، الثلاثاء، دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين واحترام الحق في التظاهر السلمي ومواجهة ما وصفه التقرير بالوضع الإنساني المتدهور في البلاد.
كما، شدد تقرير بعثة الأمم المتحدة لتقييم أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، على الحاجة إلى "تحقيقات دولية مستقلة ومحايدة" في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بحركة الاحتجاج السلمي في اليمن منذ بداية هذا العام.
وأفاد بأن مئات الأشخاص قتلوا وأصيب الآلاف إثر استخدام الحكومة القوة لإخماد الاحتجاجات، قائلاً إن المتظاهرين المسالمين المطالبين بحريات أكبر وبالقضاء على الفساد وباحترام سيادة القانون قوبلوا بالقوة المميتة المفرطة وغير المتناسبة من قبل الدولة.
ودعت البعثة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل ومحايد في الادعاءات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن.