CNN CNN

سلاح الغرافيتي بمواجهة الفساد السياسي في كينيا

الأحد، 15 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)

نيروبي، كينيا (CNN)-- رفع فنانون سلاح الرسم على الجدران "غرافيتي" للتصدي بوجه الفساد الذي ينخر الحياة السياسية في كينيا.

وتصور مجموعة من الفنانين النخبة السياسية في البلاد، في رسوماتها الجدارية كالنسور، وقال قائد المجموعة، بونيفاس موانغي: "حاولنا أنواع شتى من الحيوانات مثل الضباع، إلا أن الحيوان الأكثر تشابهاً بالسياسي الكيني هو النسر، لأنه يفترس الضعيف."

وعادة ما تشق حافلة تقل هؤلاء الفنانين شوارع العاصمة الكينية، نيروبي، في غياهب الليل لضمان أداء رسوماتهم التعبيرية بعيداً عن أعين الفضوليين والسلطات الأمنية.

وعادة ما يستهدف فنانو الغرافيتي جدران المباني المهمة والحيوية، وقرب إشارات المرور، للفت الأنظار لتلك الرسومات التعبيرية الاحتجاجية.

ويشار إلى أن موانغي هو مصور صحفي حائز على جائزة دولية، هجر المهنة بعد مشاهدات دموية يقول إنها حفرت بذاكرته، ودفعته لسلاح "الغرافيتي" لمواجهة الساسة.

وكانت عدسة كاميرا موانغي قد رصدت أحداث العنف التي اجتاحت كينيا في أعقاب الانتخابات الرئاسية مطلع 2008، منها جثة رجل تركت على قارعة الطريق تحت الأمطار، ويد بترتها ضربة منجل سقطت مضجرة بالدماء وهي لا تزال تتشبث بسلاح جرى تصنيعه بطريقة عشوائية.

وقال موانغي: "عندما أنظر للوراء ولتلك الصور اشتم رائحة الخوف وأسمع دوي الصرخات، هذا ما يحدث في بلادي حيث التقطت هذه الصور، حدثت في أماكن اعتدت الذهاب إليها، هذا يعني أن تلك الصور حقيقة ماثلة اصطدم بها يومياً."

وتحول الألم إلى غضب ثم تحدي، وشرح أسباب انتقاله لـ"سلاح" الرسوم الجدرانية: "أجبرتني الظروف، فهناك الكثير من الصمت، المشاكل التي تحدث هنا.. أواجهها  كل يوم، لكن ما من أحد يحرك ساكناً"، وبدأ الفنان الكيني في تنظيم معارض صور في الشوارع لتذكير الناس بالرعب الذي تسبب به العنف السياسي.

وانضم إليه لاحقاً مجموعة فنانين من بينهم أوهورو، الذي تخصص في رسم نجوم الغناء الأمريكي، كأمثال مايكل جاكسون، والراحل توباك شاكور.

ويقول أوهورو إن الرسومات الجدارية تعبر عما يدور في ذهن كل مواطن كيني، مضيفاً: "الجميع يعلم ما يحدث، لكن الأسلوب الذي نستخدمه يغني عن ألف كلمة، فنحن لا نريد تكرار ذات العنف السابق."

وقال أوهورو وموانغي إنهما تعرضا لتحرشات من قوات الأمن، فيما حاول ساسة شراء "أصواتهما"، مؤكدين أنهما لا يفضلان حزباً سياسياً بعينه، ويهدفان لإحلال العدالة السياسية بثورة في صناديق الاقتراع.

ورغم فضائح الفساد بكينيا وكشف منظمات دولية، منها منظمة الشفافية الدولية، عن حجم الفساد المتفشي بالحكومة وقطاع الأعمال هناك، لكن لم يتعرض، وحتى اللحظة، مسؤول واحد للمساءلة أو يمثل أمام العدالة.