نيروبي، كينيا (CNN)-- الحياة في "كيبيرا" أكبر المناطق العشوائية في القارة الأفريقية، سلسلة من المعاناة المتواصلة لتأمين أبسط متطلبات المعيشة، ورغم افتقار المنطقة لإبجديات الحياة، إلا أنها تحتضن مدرسة لصناعة الأفلام.
ويجسد المنتسبون إلى مدرسة "كيبيرا للسينما" معاناتهم اليومية بأفلام تعكس واقع الحياة في عالمهم الخاص في "كيبيرا"، وليفهم المشاهد تلك المقاطع عليه أولاً التعرف على واقع التحديات الحياتية الشاقة، التي يعيشونها بشكل يومي.
ويقول رونالد أوموند، أحد سكان المنطقة وهو صانع أفلام، إن المدرسة تمنح المواهب الإبداعية المحلية متنفساً من المعاناة، وفرصة لسرد قصص من عالمهم الخاص إلى جمهور أوسع.
وأنشئت "كيبيرا" منذ أكثر من قرن، كمستوطنة غير رسمية بمناطق الغابات خارج نيروبي، للجنود الذين حاربوا إلى جانب الاستعمار البريطاني، ومنذ ذلك الوقت توسعت بطريقة عشوائية غير مخططة.
ويفتقر سكان المنطقة لإمدادات المياه والكهرباء، ويقومون بجمع احتياجاتهم من المياه النظيفة عند فيضان مياه السدود أثناء مواسم الأمطار، أو عند انفجار أحد أنابيب إمدادات المياه.
كما يقومون بسرقة الخطوط الحكومية لإيصال الكهرباء إلى مساكنهم.
وبيوت "كيبيرا" مبنية من خليط من الطين والخرسانة والخشب، لا توجد بها مراحيض في الداخل، فالمنطقة لا تصل إليها كذلك خدمات الصرف الصحي.
ويقول أوموندي إن شظف الحياة فرض على سكان المنطقة العشوائية التكاتف، فالمعاناة مشتركة والهموم واحدة.
ورغم التحديات اليومية للحياة في "كيبيرا" لكنها لم تكن عائقاً أمام السكان للتعبير عن أنفسهم، وعكس واقعهم عبر صناعة الأفلام التي أتاحتها المدرسة، التي أسسها صانع الأفلام الأمريكي، ناثان كوليت، عام 2009، بعد ثلاث سنوات من انتقاله إلى نيروبي.
وأنتج كوليت، وبالتعاون مع سكان المنطقة، فيلم "طفل كيبيرا"، الذي حاز على عدد من الجوائز الدولية.
ودشن بعدها الأكاديمية غير الربحية، ليستخدمها السكان المحليون لتصوير وقائع حياتهم، واكتساب مهارات تساعدهم في التطور مهنياً.
وقال أوموندي، الذي تدرب بالمدرسة ويقوم بالتدريس فيها حالياً، إن "المدرسة بدلت نوعية سكان المناطق العشوائية، وعكست كيف يفكرون، والطريقة التي يريدون أن ينظر بها إلى أفكارهم بصرياً."