القاهرة، مصر (CNN) -- لا يفوت المستمع لأي أغنية شرقية، صوت أوتار العود فصناعة هذه الآلة بالنسبة للتجار في شارع محمد علي بالقاهرة، ليست مهنة فحسب، بل فن يعبر عن هوية وتراث.
إبراهيم عبد الوهاب عبد العظيم هو أحد أولئك الذين تناقلوا صناعة العود أبا عن جد، إذ يقول: "صناعة العود بالنسبة لنا في شارع محمد علي ليست تجارة فقط بل فن."
وحول كيفية صناعته، يقول عبد العظيم: "نأتي بألواح كبيرة من الخشب، ونقسمها إلى شرائح، وبداية نضع هذه الشرائح فوق مكواة حديدية ساخنة، وبعد الانتهاء من ذلك، نضع عليها مادة صمغية للصقها.
ويضيف عبد العظيم بالقول: "لا تستخدم المسامير في صناعة العود، إذ يتم تلميع الخشب، لتصبح الألواح جاهزة لتركيب الغطاء الخارجي للعود، والجزء العلوي منه ومن ثم دهنه والرسم عليه، بعد ذلك توضع المفاتيح والأوتار."
وتستغرق صناعة العود الواحد حوالي أسبوع، إلا أن عدد صانعي العود في انخفاض، إذ لم يتبقى منهم سوى 6 أو 7 أشخاص فقط، ولا أحد لديه الرغبة اليوم في تعلم هذه الصناعة حالياً.
يقول عبد العظيم إن وزارة التربية والتعليم كانت تدرّس مادة العود في المدارس سابقاً لكن حالياً توقف ذلك، وحلت مكانها آلات موسيقية أخرى.
ولو استمر الحال في مصر على ذلك سنتدثر صناعة العود، بحسب عبد العظيم، الذي يضيف بالقول: "لا أستطيع العيش من دون العود، فهذه مهنتي، وبدونها لا أملك مهنة أو هوية أخرى."
وإن كان صانعو العود في مصر يخشون ضياع تراثهم، فهم بالتأكيد لم يقابلوا نُصير شمة، العازف والملحن ومدرس الموسيقى العربية، وهنا في "بيت العود" في مصر القديمة، ينقل شمة ما لديه من علم وموهبة وعشق لموسيقى العود والفن العربي إلى الجيل الجديد من الشباب.
يقول شمة: "إذا أراد أي فنان تغيير الحياة من حوله، فعليه أن يفعل شيئا مثل تعليم وتدريب الآخرين، وأن لا يكتفي بتأليف المقطوعات الموسيقية والعزف فقط، فالجيل الجديد يحتاج إلى خبراتنا، وهذا هو مشروعي للفترة المقبلة."
وفي منطقة تعتمد المدارس الفنية فيها على الدعم الحكومي، بدأ مشروع شمة الخاص في النمو والانتشار، وأصبحت فروعه ممتدة بين الجزائر والإمارات ومصر، كما أن علاقة شمة الشخصية بطلابه مهمة أيضاً وتزيد من الرابط الفني بينه وبينهم.
يقول شمة: "الموسيقى لغة حوار، فما يميزها هو كونها لغة عميقة، يفهم الجميع مفرداتها، حتى أولئك الذين لم يتعلموا الموسيقى."