لندن (CNN)-- يقدم معرض الفنانة المصرية نرمين همام في لندن مجموعة من اللوحات التي تجمع بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، الذي استوحته همام من ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011.
ويحمل المعرض اسم "القاهرة سنة أولى"، وتعبر لوحاته عن حالة مصر في هذه المرحلة، كما عايشتها الفنانة المصرية وتفاعلت معها.
ففي العام التالي للثورة المصرية، أنتجت همام مجموعة فنية مكونة من خمس لوحات، جمعت فيها بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، حيث كانت قد التقطت 70 ألف صورة فوتوغرافية، لأحداث ميدان التحرير، والأحياء المحيطة به في بداية ثورة 25 يناير.
وعلقت نرمين همام على لوحاتها قائلة: "أحاول من خلال هذا المعرض استحضار الانسجام والأمل، فالفنان في كل مكان، يستجيب ويتفاعل مع ما يحدث حوله من قضايا، وهذه اللوحات نتاج طبيعي لتواجدي في مصر، وقت اندلاع الثورة المصرية، التي أعادت تشكيل بلادي."
وأضافت:"لم أنجز من قبل هذا الكم من اللوحات في وقت قصير، مثلما حدث هذه المرة، ولا أعتقد أن كثيرين يمكنهم انجاز ذلك أيضاً، إلا أنني كنت استجبت سريعاً، لمشاعري واتفاعل معها، فالأحداث في مصر كانت تسير بوتيرة سريعة، وفي كل يوم كان الحال مختلفاً، فيوما تشعر باليأس من تحسن الأوضاع، واليوم التالي تتفاءل."
وحرصت همام يومياً منذ اندلاع الثورة المصرية على الخروج لالتقاط الصور، ورصد ما يدور في الشارع المصري، وكانت عدستها تراقب الجيش والشعب، ورصدت مواقف المصريين وملامحهم، وهم يحمون بعضهم البعض واللجان الشعبية، لكنها توقفت عن النزول إلى الشارع بعد وقوع المواجهات الدامية بين الجيش والشعب، واتخذت من مواقع الانترنت مصدراً للحصول على الصور والأحداث التي تريدها.
وقالت همام: "كل فنان مصري جسد أحداث الثورة في أعمالة الفنية، كما شعر بها، وعالجها بطريقته الخاصة، فهناك من قدمها بصورة صريحة واضحة في أعماله، وآخرين قدموها بصورة ضمنية، أيضاً هناك من لم يجسدها حتى الآن، لكن قطعاً سيفعل في المستقبل."
وأشارت الفنانة المصرية، إلى أن أعمالها الفنية كانت تحت المراقبة الحكومية في ظل نظام مبارك، وذلك نتيجة استياء النظام السابق، من تسليطها الضوء في أحد معرضها، على الوضع داخل أحد المصحات النفسية التي تديرها الحكومية.
وتنتظر همام ما سيسفر عنه الوضع الجديد لمصر، وهل سيعطي للتعبير الفني مزيداً من الحرية أم سيقمعها، كما تأمل أن تكون فكرة الديمقراطية قد تغيرت في مصر، ويتاح المجال أمام الجميع للتعبير عن مشاعرهم بحرية، وأكدت أنه في الوقت الحاضر، لا يوجد في مصر هامش للحرية.