القدس (CNN)-- قالت منظمات حقوقية دولية إن أوضاع المهاجرين الأفارقة الذين يسعون للدخول إلى إسرائيل عبر شبه جزيرة سيناء المصرية، تحسنت بشكل كبير، كما زادت أعداد الذين نجحوا بالوصول إلى الدولة العبرية، وذلك في تطور يعقب عرض CNN لتقرير حول ما يتعرضون له من ممارسات على أيدي مجموعات من تجار البشر تنتمي للقبائل البدوية المحلية، تشمل الاغتصاب والاستعباد، وصولاً إلى القتل وسرقة الأعضاء.
وقال وليام تول ممثل، المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إسرائيل: "ما لاحظناه هو تزايد كبير في نسبة المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى إسرائيل، اعتباراً من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي."
وأضاف تول: "سمعنا أن عدد من دخلوا إلى إسرائيل وصل إلى 1300 شخص في أول أسبوعين من ذلك الشهر، وهو رقم يفوق بمرتين المعدلات في السابقة."
وكانت CNN قد زارت المنطقة للمرة الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للبحث في هذا الملف، ومنذ ذلك الحين تقول المنظمات الدولية إن أعداد اللاجئين الذين نجحوا في الوصول إلى إسرائيل قد تضاعف بشكل كبير، كما تدنت المبالغ التي يطلبها المهربون البدو، كما تراجعت أعداد الذين يبلغون عن تعرضهم للتعذيب.
ورغم عدم وضوح تأثير الدور الذي لعبته تغطية CNN لهذه القضية على صعيد الحد من التجاوزات التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة في سيناء، إلا أن شيئاً ما قد طرأ بالتأكيد.
وبحسب الأرقام الحكومية الإسرائيلية قام 14 ألف شخص من أفريقيا بمحاولة التسلل إلى إسرائيل عبر مصر من خلال شبه جزيرة سيناء، وذلك في عام 2010 فقط، ولكن أعداداً كبيرة تفشل في الوصول لهدفها لتسقط في يد مجموعات من تجار البشر تنتمي للقبائل البدوية المحلية.
وينحدر العدد الأكبر من اللاجئين من بلدان مثل السودان وإريتريا، وقد تحدثت CNN إلى بعض من أفراد تلك القبائل الذين نفوا علمهم بهذا الأمر في البداية، ولكنهم عادوا ليوصلونا بأنفسهم إلى مجموعة من اللاجئين الأفارقة.
وقامت CNN خلال ذلك التقرير بعض صور لبعض المهاجرين، وقال أحدهم لـCNN، رداً على سؤال حول وجهته: "أريد الذهاب إلى إسرائيل للعمل ومساعدة عائلتي فقد عانيت الأمرين في السودان."
ورغم أن من قابلناهم - بحضور عناصر قبلية - قالوا إنهم يتلقون معاملة جيدة من أفراد القبائل، غير أن بعض المسؤولين في المنطقة كشفوا عن تعرض اللاجئين الأفارقة في الأسر إلى التعذيب والاغتصاب والاستعباد، وصولاً إلى القتل في بعض الحالات.
غير أنهم أصروا على أن من يقوم بهذه الأعمال لا يشكلون إلا أقلية صغيرة من أفراد القبائل التي تسكن تلك المنطقة.
ولكن حمدي العزازي، الذي يدير منظمة "الجيل الجديد" لحقوق الإنسان، قال في ذلك الوقت إن الممارسات التي يتعرض المحتجزون لها تصل إلى حد سرقة بعض من أعضائهم وهم أحياء من أجل بيعها في السوق السوداء.
وقد أخذنا مجموعة من الصور لجثث عثر عليها العزازي في الصحراء وعرضناها على فخري صالح، الطبيب المتخصص في الأدلة الجنائية بالعاصمة المصرية، القاهرة، الذي أكد لنا أن آثار الجراحة الظاهرة تدل على أنها جرت قبل فترة قصيرة جداً من الوفاة.
وأضاف صالح أن الآثار تدل على التعرض لعمليات جراحية ولإجراءات تشريح، وقد جرت قرب أعضاء حساسة من الجسم مثل الكلية والكبد، مضيفاً أن القطب الظاهرة في الصور من صنع محترف.