دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- احتفلت تونس السبت بالذكرى السنوية الأولى لإسقاط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي والذي دفعته انتفاضة شعبية غاضبة إلى الفرار إلى السعودية يوم 14 يناير/كانون ثاني العام الماضي، فسارت الجموع في شارع الحبيب بورقيبة، في حين ألقى عدد من الزعماء العرب كلمات في مناسبة رسمية بالعاصمة.
واحتشد الآلاف من المواطنين ومن ممثلي مكونات المجتمع المدني ومختلف الاطياف السياسية السبت بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، في أول احتفال بالذكرى الأولى لثورة الحرية والكرامة. كما شهد الشارع الذي يعد شريان الحياة بالعاصمة تجاذبات فكرية وإيديولوجية متنوعة عكست الألوان السياسية للمتظاهرين، وفقاً لوكالة الأنباء التونسية.
ولم تخل الساحة من بعض التجاذب إذ حصل تراشق بعبارات الشتم بين المشاركين في مسيرة شارك فيها أنصار القوى اليسارية، وآخرين في مسيرة ثانية في اتجاه معاكس ضمت مناصرين لحركة النهضة الإسلامية التي تصدرت الانتخابات الأخيرة، وشهد التقاء المجموعتين تدافعا واستفزازات من الجانبين.
كما قررت وزارة العدل التونسية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة، عن جملة من قرارات العفو بينها تخفيض عقوبة الإعدام المحكوم بها في حق 122 سجينا إلى السجن بقية العمر، ومنح العفو الخاص لـ3868 سجينا بالعفو عبر إسقاط العقوبة أن تخفيضها، إلى جانب منح السراح الشرطي إلى 4976 سجينا.
وقد استفاد من العفو أو السراح الشرطي كل الأطفال والشبان الذين لم يبلغ سنهم 20 سنة في تاريخ سراحهم والبالغين ستين سنة كاملة في نفس التاريخ والمرضى الذين يعانون من سقوط خطير أو مرض عضال.
وفي احتفال رسمي بالعاصمة تونس، تحدث عدد من القادة العرب، على رأسهم أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي تعهد بالتبرع لصندوق مخصص لضحايا الثورة التونسية، كما تحدث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل، وإلى جانب ممثلين عن المغرب وتركيا ودول أخرى.
وبرز في الكلمات إشادة واسعة بالثورة التونسية وما حققته على الأرض، إلى جانب التأكيد على ضرورة السير بمشاريع التعاون الإقليمي بين دول المغرب.
وتجمهر آلاف التونسيين في 14 كانون الثاني/ يناير 2011 في شارع الحبيب بورقيبة أمام وزارة الداخلية مطالبين بإسقاط النظام، وعلى الأثر، فر بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وبعض أقاربه إلى السعودية.
وعشية الاحتفال طلب الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي مزيداً من الوقت ليتمكن من حل "تسونامي المشكلات" التي تواجهها البلاد، وبرر تحالفه مع حركة النهضة برغبته في تفادي المواجهات بين علمانيين وإسلاميين معتدلين.
ونقلت وسائل إعلام تونسية عن الرمزوقي قوله لإذاعة فرانس انتر "اطلب الانتظار قليلا قبل استخلاص النتائج، لقد عانى التونسيون 50 سنة من الدكتاتورية، والآن كل المشكلات التي طرحت جانبا، وأخفيت ونسيت وكبحت، تنفجر في وجوهنا."