تونس (CNN) -- أصدرت المحكمة العسكرية الابتدائية بتونس الخميس أحكامها في قضية قتلى وجرحى الثورة في ولايات تونس الكبرى وبنزرت وزغوان ونابل وسوسة، التي يلاحق فيها الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، وعدد من أركان نظامه، فقضت بسجن بن علي مدى الحياة، في أحدث حكم قضائي يطاله.

وتشمل هذه الأحكام 43 متهما بالقتل والمشاركة فيه وفي مقدمتهم بن علي، وعدد من كبار ضباط الأمن والحرس الوطني.

وحكمت المحكمة في هذه القضية غيابيا بالسجن مدى الحياة، مع النفاذ العاجل على الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وبالسجن 20 عاما على علي السرياطي، مدير الأمن الرئاسي السابق، وبالسجن مدة 15 سنة على رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية الأسبق.

كما حكمت المحكمة بالسجن 10 سنوات على مدير الأمن السابق عادل التويري، والمدير العام السابق لوحدات التدخل جلال بودريقة والمنسق العام بوزارة الداخلية، لطفي الزواوي، وآمر الحرس الوطني السابق محمد الأمين العابد.

ونال عدد من صغار الضباط والاعوان الميدانيين أحكاما بالسجن تتراوح بين 20 سنة وسنة واحدة فقط.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن قاعة المحكمة شهدت حالات إغماء واحتجاج وعنف صادرة عن أفراد من عائلات بعض الضحايا والمحكوم عليهم، "واجهتها عناصر الأمن العسكري بهدوء" وفقاً للوكالة.

وقد بدأت المحاكمات امام المحكمة العسكرية بتونس في ديسمبر 2011 ويبلغ عدد ملفات القتلى والجرحى المعروضة عليها 43 ملفا تخص القتلى و97 ملفاً تتعلق بالجرحى الذين أصيبوا في الفترة ما بين 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 و14 يناير/كانون الثاني 2011.

وكانت المحكمة الناظرة بقضية قتلى "تالة والقصرين" الذين سقطوا خلال "ثورة الياسمين" قد أصدرت في 13 يونيو/حزيران السابق حكماً بالمؤبد بن علي، و بـ12 سنة سجنا بالنسبة لرفيق بلحاج قاسم، وزير الداخلية السابق.

وفي يوليو/ تموز 2011، حكمت محكمة تونسية بالسجن 15 عاماً ونصف العام على الرئيس التونسي المخلوع، بتهم تتعلق بحيازة واستهلاك المخدرات والاتجار بها، فضلاً عن إخفاء أسلحة وذخيرة حربية، وعدم الإعلان عن امتلاك آثار منقولة.

وفي 21 يونيو/ حزيران من العام الماضي، قضت محكمة أخرى بالحبس لمدة 35 عاما بحق بن علي وزوجته غيابياً، بتهم تتعلق بـ"الاستيلاء على المال العمومي والاختلاس والمخدرات"، بعد محاكمة دامت يوما واحدا.

وحكم بن علي تونس بقبضة حديدية خلال الفترة ما بين 1987 و2011، بعدما وصل إلى السلطة في"انقلاب أبيض" أنهى حكم الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة.

 واعتمد بن علي خلال فترة حكمه على سطوة أجهزة الأمن، قبل أن تنفجر ثورة شعبية بوجه نظامه نهاية 2010، ليفر في 14 يناير/كانون الثاني خارج البلاد، ويلجأ إلى السعودية.