المنامة، البحرين (CNN)-- تجددت المواجهات بين قوات الأمن البحرينية وأنصار المعارضة، التي تقودها جماعات شيعية، استمرت حتى وقت متأخر من مساء الجمعة، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وإحراق عدة مركبات، بينها سيارتان مدنيتان، في الوقت الذي ردت فيه وزارة الداخلية على ما وصفتها بـ"مغالطات" جاء على لسان أحد رجال الدين الشيعة، حول قضايا أمنية بالمملكة الخليجية.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن مدير عام شرطة المحافظة الشمالية قوله إن "مجموعة من الإرهابيين"، قامت مساء الجمعة، بارتكاب "عمل إرهابي"، استهدفت من خلاله "إزهاق أرواح عدد من أفراد دورية للشرطة، كانت على الواجب في تأمين شارع الشيخ خليفة بن سلمان، قرب منطقة بوقوة، حيث هاجم الإرهابيون رجال الأمن بالقنابل الحارقة (المولوتوف)، ما أدى لاحتراق الدورية بشكل كامل، وتعرض أحد أفرادها لإصابة."
وقال المسؤول نفسه في تصريحات سابقة أوردتها الوكالة الرسمية، إن مجموعات من المتظاهرين خرجت مساء الجمعة، بعد تأبين معارض توفى داخل السجن، لأسباب "طبيعية"، بحسب الرواية الحكومية، مشيراً إلى أن الجزء الأكبر من المشاركين، انحرف على شكل مسيرة غير قانونية شرقاً باتجاه المنامة، خلاف المجموعة البسيطة التي اتجهت غرباً باتجاه المقبرة.
وتابع أن "المجموعات الخارجة عن القانون قامت بإغلاق عدد من الشوارع، وبمهاجمة رجال الأمن بالقنابل الحارقة والأسياخ الحديدية والحجارة، باستهداف مباشر لحياة رجال الأمن، ما أدى لإصابة عدد خمسة منهم، كما قاموا بمهاجمة آلية أمنية بالمولوتوف والأسياخ الحديدة، ما تسبب في إحراقها، كما تضررت سيارتان مدنيتان جراء ذلك، والتي تعد جميع هذه الأعمال إرهابية."
وأضاف مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية أن قوات حفظ النظام قامت بالتصدي لهذه "الأعمال الإرهابية" وفقاً للقانون، كما تم التعرف على عدد من "الإرهابيين" الذين هاجموا الآلية الأمنية، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، مشيراً إلى أنه تم إخطار النيابة العامة بالواقعة.
في المقابل، قالت مصادر بالمعارضة لـCNN بالعربية إن قوات الأمن لجأت إلى "استخدام القوة" في تفريق المتظاهرين، الذين اتجهوا نحو "دوار اللؤلؤة"، الذي شهد انطلاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة البحرينية مطلع العام الماضي، بينما كانوا يرددون شعارات منها "يا ميدان الإرادة.. كلنا عدنا إرادة."
من جانب آخر، أوضح الوكيل المساعد للشؤون القانونية بوزارة الداخلية "جملة من الحقائق، حول المغالطات التي وردت في خطبة الجمعة، للشيخ عيسي قاسم، بشأن عدد من القضايا الأمنية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية.
وقال المسؤول الأمني إنه فيما يتعلق بالمتوفي حسام الحداد، فإن رجال الأمن كانوا في حالة دفاع شرعي عن أنفسهم، أثناء تصديهم لمجموعة، كان هو واحدا منها، عمدت إلى مهاجمة قوات حفظ النظام بالقنابل الحارقة "المولوتوف"، في استهداف لحياتهم بشكل مباشر، وهذا الأمر موثق بالتصوير وشاهده الجميع.
وأضاف أن حسام الحداد شارك على مدى عامين متتاليين في المعسكر الصيفي الذي تنظمه سنوياً الأكاديمية الملكية للشرطة، وكان شاباً متميزاً، ما يعني أن اللوم يجب أن يوجه إلى من قام بتحريضه على ارتكاب الأعمال الإرهابية والتفاعل معها.
أما فيما يتعلق بالمتوفي على نعمة، فقد كان ضمن مجموعة إرهابية، هاجمت رجال الشرطة بالمولوتوف بهدف إزهاق أرواحهم، حيث تعرضت الدوريات لعمل إرهابي، بينما كانت متجهة وبرفقتها آلية الدفاع المدني لإطفاء حريق في مستودع بمنطقة كرزكان.
وتابع أنه أثناء تحرك عدد من الدوريات لتوفير الدعم والإسناد، قامت مجموعات من الإرهابيين بمهاجمتها بالقنابل الحارقة والأسياخ الحديدية من عدة جهات، ما استدعى التعامل معهم، حيث تعرض أحدهم للإصابة، وعند وصول سيارة الإسعاف أفاد الفريق الطبي أنه توفي، وقد تم إخطار النيابة العامة بالواقعة، مع التأكيد أنه لم تكن هناك عند وفاة المذكور أي مسيرة سلمية كما يدعى، إذ لا يعقل وجود مسيرة من هذا النوع قرب منتصف الليل.
وفيما يتعلق بالمتوفي محمد مشيمع، والذي كان محكوماً عليه ويقضي عقوبته في إدارة الإصلاح والتأهيل، فقد توفي في مجمع السلمانية الطبي بعد إدخاله إليه قبل ما يزيد عن شهر من تاريخ وفاته، حيث كان يعاني من مرض "السكلر"، وقد تلقى رعاية صحية متكاملة، وهو ما يؤكده السجل الطبي للمتوفي، والذي يكشف تلقيه للعلاج والرعاية الصحية وزياراته للمستشفى وآخرها زيارته التي دامت ما يزيد عن الشهر.
وفي هذا الصدد أوضح الوكيل المساعد للشئون القانونية أن "على من يتباكون على مرضى السكلر، توجيه النصح المباشر لهم بعدم المشاركة في هذه الأعمال الخطرة وغير القانونية،حفاظاً على سلامتهم هم بالدرجة الأولى."
كما أشار المسؤول البحريني إلى أن تغيير مواعيد الدفن والتأبين، وتسييسها، واستغلالها في استهداف حياة رجال الأمن وسلامة المواطنين والمقيمين، أمر يخرج هذه المناسبات من طابعها الاجتماعي، مستدلاً على ذلك بما حدث الجمعة، أثناء تأبين مشيمع.
وشدد الوكيل المساعد للشئون القانونية على ضرورة تحري الدقة، واستقاء المعلومات من مصادرها، قبل إعلانها على مسامع الناس، مشيراً إلى أن كل القضايا التي تضمنتها الخطبة المشار إليها، تم إحالتها للنيابة العامة، والتي قامت بدورها بالتحقيق فيها وإصدار بيانات توضيحية بشأنها.
ودعا الجميع إلى إعلاء المصالح الوطنية، والحفاظ على النسيج المجتمعي المشترك، وتحمل المسئولية الوطنية، التي توجب الحرص على التهدئة، بدلاً من الإثارة والتحريض.