المنامة، البحرين (CNN)-- تجددت الاضطرابات في البحرين الجمعة، قبل نحو أسبوع على انطلاق سباق الجائزة الكبرى لسيارات "فورمولا 1"، حيث أكد شهود عيان لـCNN أن الآلاف من أنصار المعارضة، التي تقودها جماعات شيعية، تحدوا الحظر الذي تفرضه قوات الأمن، ونزلوا إلى الشارع، للمشاركة في تشييع أحد الشبان، الذي قُتل في وقت سابق من الأسبوع الماضي، خلال مظاهرة مناهضة للنظام.
ورغم أن مراسم جنازة الشاب أحمد إسماعيل، الذي تتهم المعارضة "مليشيات" تابعة للحكومة البحرينية بقتله، مرت دون أي أحداث عنف، إلا أن الاشتباكات اندلعت أثناء دفن جثمان القتيل، في منطقة "سلماباد"، بين المئات من المشيعين الغاضبين، وقوات مكافحة الشغب، التي فرضت طوقاً أمنياً حول مكان المقبرة.
وأفاد شهود العيان بسقوط عدد كبير من الجرحى، نتيجة قيام المحتجين برشق قوات الأمن بزجاجات المولوتوف والحجارة، فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، ورشقات من بنادق صيد الطيور "الشوزن"، في محاولة لتفريق المتظاهرين.
ووصفت الناشطة آلاء الشهابي، من "جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان"، جنازة إسماعيل بأنها "كانت تخيم عليها مشاعر الغضب، كما كانت حافلة بالشعارات المناهضة للحكومة"، وتابعت بقولها: "بينما كنا في طريقنا للخروج من الجنازة، تعرضنا للهجوم من قبل قوات مكافحة الشغب، شاهدنا أفراد الشرطة يتجهون نحونا، كما قاموا باقتحام سيارتنا."
وذكرت الناشطة البحرينية أنها تمكنت من التقاط مشاهد فيديو، تظهر إطلاق قنابل الغاز والأعيرة النارية على المتظاهرين، واتهمت قوات الأمن باستخدام "القوة المفرطة"، وأضافت أنهم "يتبعون سياسة العقاب الجماعي، إنهم يستهدفون كل من كان في الشارع.. هذا أمر سيئ جداً، إنه خطأ.. وهذا ما يحدث في كل جنازة ذهبت إليها."
وعبرت الشهابي عن اعتقادها أن هذا التصعيد من جانب الحكومة، يأتي كمحاولة من جانب النظام، لمنع أي مظاهر احتجاجية في المملكة الخليجية، قبل انطلاق سباق "فورمولا 1"، مطلع الأسبوع القادم.
وكان الاتحاد الدولي للسيارات، الذي يشرف على سباقات "فورمولا 1"، قد حسم الجدل حول مصير سباق البحرين، عندما أكد الجمعة أن السباق سيُقام في موعده، في 22 أبريل/ نيسان الجاري، كما أعرب عن شعوره بـ"الرضا بأن جميع الإجراءات الأمنية قد اتخذت قبل موعد انطلاق السباق."
من جانبه، عبر "عراب" سباقات السيارات، بيرني إيكلستون، في تصريحات لـCNN عن ترحيبه بالبيان الصادر عن الاتحاد، وقال: "أفهم أن المشاكل الموجودة في البحرين لا علاقة لها بسباقات 'فورمولا1'، بل العكس هو الصحيح، ولدينا الكثير من الدعم."
إلا أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" اعتبرت، في بيان لها السبت، أن إعلان الاتحاد الدولي للسيارات المضي قدماً في تنظيم جولة البحرين من سباقات "فورمولا 1"، يوفر للنظام الحاكم في البحرين، الفرصة التي يبحث عنها، لإخفاء حقيقة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في البلاد.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية، في بيانها الذي تلقت CNN بالعربية نسخة منه، إنه "في إطار حملة علاقات عامة كبرى، لتحسين صورة البحرين، بعد الحملات الأمنية لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، في عام 2011، تسعى السلطات البحرينية جاهدة، لاستئناف سباق جائزة البحرين الكبرى في 2012."
وبينما أشارت هيومن رايتس ووتش إلى إلغاء السباق العام الماضي، بسبب الاضطرابات التي تشهدها المملكة الخليجية، فقد ذكر أن سباق هذا العام، "ليس من المتوقع أن يحقق فقط إيرادات هائلة، بل سيكون وسيلة تستخدمها السلطات البحرينية لدعم مزاعمها بأن الأزمة السياسية والحقوقية في البلاد قد انتهت"، بحسب التقرير.