دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهدت قضية "مقتل" أحد الشبان البحرينيين في ظروف غامضة، في يناير/ كانون الثاني الماضي، مزيداً من التصعيد خلال الساعات القليلة الماضية، مع تأكيد تقرير للطب الشرعي أن الشاب لقي مصرعه غرقاً، بينما جاء في تقرير آخر، بواسطة أسرة "القتيل"، أنه تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء، قبل مقتله.

وأعلن رئيس النيابة الكلية، نايف يوسف، أن "الطبيب المنتدب في واقعة وفاة يوسف أحمد عباس، الذي عثر على جثته بتاريخ 13 يناير (كانون الثاني) الماضي، طافية على الماء، بالقرب من جزر أمواج بمنطقة قلالي، قد أودع تقريراً أكد فيه صحة النتيجة التي سبق أن انتهى إليها الطبيب الشرعي من تشريح الجثة، ونفى واقعياً وفنياً وجود أية علامات تدل على التعذيب، على نحو ما ورد بالتقرير المقدم من المحامي."

وأوضح رئيس النيابة الكلية، في بيان تلقت CNN بالعربية نسخة منه في وقت متأخر من مساء الخميس، أن التحقيقات في واقعة وفاة يوسف أحمد عباس كانت قد أسفرت عن "حدوث الوفاة نتيجة الغرق"، وذلك مما خلص إليه تقرير الطبيب الشرعي، فضلاً عن الظروف المصاحبة للعثور على الجثة، وما ثبت من مناظرتها، وكذلك ما ورد بتقرير مسرح الجريمة المصور.

غير أن محامي والد الشاب القتيل تقدم بطلب لإرفاق نسخة من "تقرير طبي منسوب إلى طبيبة شرعية من الخارج"، جاء فيه أن "الوفاة نشأت عن الغرق، إلا أن هناك علامات تدل على التعرض للتعذيب، والصعق الكهربي"، وبناءً على ذلك بادرت النيابة بإرسال نسخة من ذلك التقرير إلى الطبيب الشرعي المنتدب في القضية، للإطلاع عليه وإبداء الرأي فيما ورد به.

وكشف رئيس النيابة الكلية أن النيابة استدعت الطبيب الشرعي المنتدب، وناقشته تفصيلاً فيما تضمنه التقرير المقدم من والد المتوفى، فقرر بأن ما انتهى إليه ذلك التقرير "يخالف الواقع، الذي تكشف له عند فحصه الجثة، والموثق بالصور المأخوذة بمعرفته للجثة، ويخالف كذلك تقرير مسرح الجريمة، والصور المرفقة به، والمأخوذة للجثة ومكان العثور عليها."

وبحسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين "بنا" عن رئيس النيابة الكلية، فقد استدعت النيابة المحامي مقدم التقرير المشار إليه، لسؤاله عن مصدره وملابسات إعداده، ومن المقرر أن تستدعي أيضاً الطبيبة المنسوب إليها ذلك التقرير، بإرشاد المحامي ووالد المتوفي، لسؤالها في ظروف تشريحها للجثة، ومواجهتها بتقرير الطبيب الشرعي المكلف من النيابة.

وأضاف نايف يوسف أن النيابة سبق أن استمعت إلى أقوال والد ووالدة وعم المتوفي، الذين قرروا بأنه كان يعاني من مرض "انفصام الشخصية"، وكان دائماً ما يرتاد ساحل البحر، حيث عثر على جثته، فيما قرر طبيبه المعالج بأنه كان يتعاطى ذات العقار الطبي، الذي وجدت آثاره بالعينات المأخوذة من جثته.

يُذكر أن جمعية "الوفاق"، إحدى جماعات المعارضة الشيعية في البحرين، كانت قد طلبت تشكيل "لجنة محايدة غير بحرينية"، للتحقيق في وفاة الشاب، الذي كان في الـ24 من عمره، حيث تعتقد المعارضة أنه لقي مصرعه نتيجة تعرضه للتعذيب، فيما ذكرت مديرية الشرطة بمحافظة "المفرق" أنه تم العثور على جثة عباس، أثناء عمليات البحث عنه، بعد تلقيها بلاغ من والده يفيد بفقدانه.