واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أقر وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، علانية بالدور البارز لطبيب باكستاني في تحديد مكان الزعيم السابق اتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ما ساعد الولايات المتحدة في تنفيذ حملة عسكرية للقضاء على زعيم تنظيم القاعدة بعد مطاردة دامت نحو عشرة أعوام.
وصرح بانيتا في مقابلة تلفزيونية مع قناة "سي بي أس" الأمريكية، إنه يشعر بالقلق على مصير الطبيب الباكستاني، مضيفاً: "أنا قلق للغاية حيال ما فعله الباكستانيون تجاه هذا الفرد، الذي ساعد بتقديم معلومات مفيدة للغاية لهذه العملية، ولم يُقدم، بطريقة أو أخرى، على خيانة باكستان."
ويذكر أن السلطات الباكستانية احتجزت الطبيب، الذي يدعى شيكال افريدي، وساعد جهاز الاستخبارات المركزية الأميركي "سي آي أيه" تحت غطاء إجراء تحقيقات حول الوضع الصحي في "أبوت أباد" لتحديد مكان بن لادن.
وتتهم باكستان، التي أغضبتها العملية العسكرية الأمريكية لقتل بن لادن داخل أراضيها دون إخطارها مسبقاً، أفريدي بالخيانة.
وكان أفريدي أجرى تحاليل للحمض النووي الريبي تهدف إلى التأكد من وجود بن لادن في "أبوت أباد" والتحقق من هويته.
وتابع بانيتا في المقابلة أن "باكستان والولايات المتحدة تتبنيان قضية مشتركة هي مكافحة الإرهاب،" مبدياً عن اعتقاده أن اتخاذ إجراءات كهذه ضد رجل كان يساعد على مكافحة الإرهاب، "خطأ حقيقي" من الجانب الباكستاني.
ويشار إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أمريكي بشأن دور الطبيب الباكستاني في عملية مقتل بن لادن في مايو/أيار الماضي، فيما عزا مراقبون صمت واشنطن إلى محاولة تفادي توريطه.
وكانت قوة أميركية خاصة اقتحمت مخبأ بن لادن في منطقة "أبوت أباد" الباكستانية في حملة أحادية الجانب وقامت بقتل بن لادن وإلقاء جثته في البحر لاحقاً، وأثارت العملية السرية غضب أسلام أباد بدعوى أنها انتهاك لسيادة أراضيها.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع الأمريكي أنه ما زال يعتقد أن طرفا ما في السلطات الباكستانية كان يعرف بتواجد بن لادن في منطقة "أبوت أباد" وهي منطقة خارج العاصمة إسلام أباد تضم عدد من المنشآت العسكرية.
وقال إن تقارير للاستخبارات كشفت أن مروحيات عسكرية باكستانية حلقت فوق مجمع بن لادن، مضيفاً: "شخصيا شعرت دوماً بان طرفا ما كان على علم بما يحدث في هذا المجمع."
مشيراً إلى أن المجمع كان محاطا بجدران يبلغ ارتفاعها 18 قدما وكان الأضخم المنطقة". وتابع بانيتا "لا بد أن أحداً ما تساءل (ماذا يجري هنا؟)"
وأوضح بانيتا أن دواع أمنية كانت العامل الأساسي لامتناع واشنطن عن إبلاغ المسؤولين الباكستانيين مسبقا بالعملية، منوهاً: "في الواقع كنا نخشى من انه إذا ابلغنا (باكستان).. فقد تحذر بن لادن".
وأدت العملية السرية الأمريكية لتوتير العلاقات مع الحليف الإستراتيجي في الحرب على الإرهاب، اتخذت على إثرها إسلام أباد عدداً من التدابير ضد واشنطن، منها إغلاق قاعدة جوية للطائرات دون طيار، التي تشغلها وكالة الاستخبارات الأمريكية لضرب المليشيات المسلحة في المناطق الحدودية المحاذية لأفغانستان.