CNN CNN

مدونات: "فانتازيا" الرئاسة بمصر وعيد قطع الأفعى

عرض: محمود غريب
الأربعاء، 18 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حفلت صفحات العديد من المدونين العرب بكثير من القضايا التي أثارت، ومازالت، جدلاً واسعاً في مختلف العواصم العربية، لعل في مقدمتها ملف الانتخابات الرئاسية في مصر، بعدما أعلن ما يزيد على ألف شخص رغبتهم في الترشح، بالإضافة إلى ذكرى "انتصار" ثوار بنغازي على كتائب العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي.

فعلى مدونة "لقمة عيش"، كتب صاحبها أبو المعالي فائق، قصة طريفة عن انتخابات الرئاسة بمصر، بعنوان: أبو "بدرية" باع البهايم والأرض وسجل اسمه للترشح لرئاسة مصر!.. فانتازيا رئاسية.

وقال في مدونته: عاد الحاج أبو "بدرية" من الشغل، وعلى غير العادة جلس على بسطة السلم وأخرج من جيبه صندوقاً صغيراً كان قد أحضره له وحيده من ليبيا، خاص بورق "البفرة"، وكان للعم أبو "بدرية" شارباً طويلاً فجلس يتحسسه بأصبعه، قبل أن يبدأ في "لف" أول سيجارة، التي أخذت منه وقتاً طويلاً حيث كان الحاج "أبو بدرية" مشغول بأمر مهم.

وكان هذا الوقت هو وقت العشاء، الذي جهزته "بدرية" في انتظار والدها، ولما تأخر والدها عن موعده، وشعرت بالقلق نادت عليه: يا أبو بدرية العشا ع الطبلية، وكأن أحداً لم يناد عليه، فذهبت إليه ابنته ورأت السيجارة "اللف" قد كادت أن تصل إلى أصبعه، فنبهته إلى هذا الأمر، وهي تتعجب وتسأله: هو أنت رجعت للتدخين تاني يابا.. هو الدكتور مش محرج عليك من الهبابة دي.

ونظر أبو بدرية إلى ابنته وقال لها: تعالى يا بدرية أنا عاوزك في حكاية كده يمكن تكون صعبة على دماغك اللي عاملة زي البطيخة.

وذكر المدون في ملاحظة، قبل سرد الحوار بين أبوبدرية وابنته، جاء فيها أن "الأسماء الواردة في هذا الموضوع لا أقصد بها شخصاً بعينه، وقد تتصادف الأسماء مع أي اسم مشابه، لذا لزم التنويه."

وتناول خالد إبراهيم الملف ذاته على مدونته "سور الأزبكية"، بعنوان: المرشحون لرئاسة مصر بين الدعاية الكاذبة وسذاجة العوام.

وكتب قائلاً: في البداية أسئلة أطرحها على المرشحين للرئاسة.. على أي أساس قمت بترشيح نفسك لتكون رئيساً للدولة في هذه المرحلة؟.. هل أنت مطمئن لنفسك؟.. هل أنت مقتنع بنفسك؟.. هل ستقوم بعمل جراحة للواقع دون أن تدخل كلية الطب؟

وتابع قائلاً: بالنظر إلى برامج وكلمات من تقدموا للترشح لرئاسة مصر، نجد البرامج تعتمد على كلام يشبه إلى حد كبير كلام النصاب الذي يبيع الهواء للسذج، فمثلاً من يقول إنه سيرفع الضرائب عن الناس، ومن يقول إنه سيضاعف المرتبات، ومن يقول إنه سيجعل الاقتصاد أقوى مما يكون في أقصر وقت، ومن يقول سأقدم أحسن تأمين علاجي للمواطنين.. كلام لا نهاية له.. فمن أين لهم بهذه المليارات التي سيغيرون بها خريطة واقع صعب، وديون متراكمة على الدولة؟

مشكلة العوام من الناس أنهم يحبون أن يسمعوا كلاماً يفهموه، وفي علم الاقتصاد لا يوجد مصطلح اسمه الاقتصاد المبسط أو البسيط، الذي يطرح على الناس، لكنه علم كبير يعتمد على مدخولات ومخرجات دقيقة جداً، ودراسة واقع، ودراسة سوق، وأشياء كثيرة لا حصر لها.

الناس تسمع كلمة مليار (ألف مليون) يحدث لها (خضة) مع أن المليار عند آخرين لا شيء، ولكن السادة المرشحون للرئاسة يريدون أن يفرح الناس بكلام ووعود، ثم بعد أن يتسلم الرئيس المهمة يتأكد الناس أنهم قاموا بشراء الهواء.

وتناولت مدونة "بنغازي" موضوعاً بعنوان: عيد قطع الأفعى.. جاء فيه: 19 مارس (آذار) عيد قطع الأفعى.. بعد أن تجاوز الثوار بن جواد، ووصلوا إلى النوفليين، وإلى تخوم الوادي الأحمر، وسرت، في الأسبوع الأول من مارس 2011، بدأت كتائب القذافي المسلحة جيداً بالدبابات والمدرعات وسيارات قاذفات الجراد، والمدعومة بالمرتزقة وبسلاح البحر والجو، هجوماً معاكساً على الثوار المدنيين، الذين معظم أسلحتهم بسيطة جداً، كمسدسات البلجيكي، وبنادق الكلاشنكوف، والإف إن، وقاذفات الأر بي جي، بالإضافة أنهم يستخدمون في هجومهم سيارات معظمها سيارات مدنية لا تصلح لحرب منظمة.

وقد ارتكبت هذه الكتائب العديد من الأشياء القذرة، كعملية الخيانة التي ارتكبتها في منطقة بن جواد، حيث أوهمت الثوار أنهم معهم عبر رفع الرايات البيضاء، ومن ثم الهجوم على الثوار من قناصة كانوا مختبئين في منازل المدينة.

بدأ الهجوم المضاد.. وبدأ الثوار يتقهقرون أمام كثافة النيران القوية، مقدمين الشهداء عبر كل خطوة يتأخرونها مرغمين.. كانت الثورة آنذاك في بدايتها، وكل ليبي يقاتل في مجاله.. الإعلاميون في الفضائيات، والساسة داخل الأمم المتحدة والجامعة العربية، والتجار يقدمون السلع، والأطباء يعالجون الجرحى.. والكتاب والفنانون يبدعون للثورة ويحتفون بالشهداء ويرفعون من الروح المعنوية وينبهون الثوار لرؤى جميلة أبدعوها دون شعور.

كل ليبيا كانت في ساحات التحرير.. كل ليبيا كانت قلباً واحداً يهتف ضد الطاغية.. كل ليبيا تبكي بدمعة واحدة، ماؤها حب الوطن.. كل المساجد ينطلق منها صوت التكبير.. كل ليبيا تراهن على هذه الثورة، وترى فيها حريتها.. كل ليبيا تستمع إلى الطاغية وهو يثرثر زنقة زنقة، دار دار، وترجمه بأحذيتها.