دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين على أهمية إيجاد حلول سريعة لمشكلة البطالة التي تزداد سنوياً بشكل يثير القلق في الدول العربية، في ضوء دراسة للبنك الدولي العام الماضي، أكدت حاجة الدول العربية إلى 100 مليون وظيفة في العام 2025، وذلك فقط للمحافظة على مستويات البطالة الحالية، ومنعها من الارتفاع.
وقال الخبير الاقتصادي، حسام عايش: "أثار عدد من الدراسات العربية والأجنبية، العديد من التساؤلات حول ارتفاع نسب البطالة في العالم العربي بنسب عالية تتراوح بين 25-30 في المائة، خلال العام 2011، حيث أن هذه الأرقام هي الأعلى على الإطلاق على مستوى العالم، والتي تدق ناقوس الخطر، لإيجاد حلول سريعة وفعالة."
وأضاف عايش أن "مشكلة البطالة لا تكمن في انخفاض مستوى التعليم في الدول العربية، حسب ما يدعيه البعض، حيث أن نسب التعليم العربي من أعلى النسب على مستوى العالم، والمشكلة الحقيقية تكمن في الاقتصاديات التي لا تدعم الأيدي العاملة الجديدة التي تدخل الأسواق في الدول العربية بشكل عام، والتصدي لهذه المشكلة يتطلب سياسات اقتصادية جديدة تنتهجها الحكومات."
وأكد عايش، في تصريحات لـCNN بالعربية، على أن معدلات النمو المرتفعة في عدد من دول الوطن العربي لم تؤثر بنسب البطالة، الأمر الذي يستدعي الدول والأفراد إلى إيجاد سبل ووسائل جديدة في التصدي لهذه الأزمة المتفاقمة."
من جانبه قال الخبير الاقتصادي، جواد العناني، إن "أرقام البطالة زادت في الآونة الأخيرة على خلفية الربيع العربي، لدرجة قيام صندوق النقد الدولي، بالتنبيه إلى أن معدلات النمو التي تؤثر بشكل مباشر في معدلات البطالة، ستنخفض في الدول التي شهدت الربيع وتلك التي لم تشهده."
وأضاف العناني، في تصريحاته لـCNN بالعربية، أن "الخطير في قضية البطالة هو انتشارها بين صفوف الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 25-35 عام، وخصوصا بين الإناث، والآثار السلبية التي تنعكس على الجوانب الاجتماعية كعزوف الشباب عن الزواج ومشاكل العنوسة."
وأشار العناني إلى أهمية اتخاذ إجراءات سريعة من شأنها الحد من تفاقم أزمة البطالة في العالم العربي، من خلال تحفيز الاستثمارات الخارجية بين الدول العربية بالإضافة إلى تحفيز الاستثمارات الداخلية في الدول وتفعيل دور القطاع الخاص."
وتشير أرقام منظمة العمل العربية إلى أن أعداد العاطلين عن العمل في الوطن العربي خلال العام 2011 اقترب من 15 مليون شخص ومن المتوقع أن تؤدي الظروف السياسية التي يشهدها الوطن العربي حاليا إلي زيادة عدد العاطلين بأكثر من 5 ملايين شخص آخرين ليتجاوز حجم البطالة حاجز العشرين مليون عاطل لأول مرة في العام الجاري.