دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شل إضراب نفذته نقابات النقل العام الحركة في الأراضي الفلسطينية يوم الاثنين، في أحدث سلسلة من الاحتجاجات التي تشهدها الضفة الغربية، والتي تطالب بالحد من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية إن إضراب قطاع النقل عطل حركة انتقال الطلبة إلى المدارس ودوام الموظفين في مختلف محافظات الضفة الغربية.
ومنذ صباح الاثنين أغلقت مداخل قلنديا وبيرزيت بمحافظة رام الله، أمام حركة السير، ما اضطر عدد من المواطنين اللجوء لطرق فرعية للوصول إلى أماكن عملهم، فيما غطت سحابة سوداء وسط مدينة رام الله، نتيجة قيام المحتجين بإشعال الإطارات.
وإلى جانب تعطل الدوام في أغلب المدارس سواء الخاصة أو الحكومية أو مدارس وكالة الغوث، بسبب تعذر المدرسين والطلاب من الوصول إلى مدارسهم، الأمر الذي أدى إلى إغلاقها، وعدم فتح أبوابها لاستئناف الدراسة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وفي محافظة بيت لحم، نفذ أصحاب المركبات العمومية والشاحنات والحافلات منذ الصباح إضرابا شاملا، وأدى هذا الاحتجاج إلى شل حركة النقل بشكل كامل، ما انعكس على سير العملية التعليمية ودوام الموظفين في المؤسسات الحكومية.
ونقلت الوكالة عن رئيس نقابة عمال النقل والمواصلات في محافظة بيت لحم أحمد جابر قوله إن "الإضراب يسير كما خطط له، وهناك التزام كامل من قبل أصحاب المركبات بنسبة تصل إلى 100 في المائة."
واتسعت دائرة الاحتجاجات في أنحاء الضفة الغربية، للتعبير عن الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة خلال الأسبوعين الماضيين، ما دفع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى إعلان استعداده لترك منصبه إذا كان ذلك سيحل الأزمة.
وخرج آلاف الفلسطينيين في رام الله وجنين والخليل، احتجاجا على رفع الأسعار بنحو خمسة في المائة، وهتفوا ضد فياض، وهو اقتصادي مرموق عمل في صندوق النقد الدولي سابقا، وكان يشغل منصب وزير المالية في السلطة الفلسطينية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن فياض قوله قال إن "الخيارات المتاحة أمام السلطة الوطنية للحد من ارتفاع الأسعار محدودة للغاية جراء الوضع المالي الصعب،" مشيرا إلى أنه "على استعداد للرحيل إذا كان ذلك يفتح الباب أمام حل الأزمة."
وأضاف فياض: "الحكومة تبذل كل جهد ممكن لمعالجة الأزمة الناشئة عن ارتفاع الأسعار والتخفيف من حدتها.. الأمر سيكون صعبا إذا لم تصلنا مساعدات وتمويل وخاصة من أشقائنا العرب."
وردد المتظاهرون على مدار ثلاثة أيام شعارات طالبت بتنحي فياض واتهمته بالفساد، وعمدوا إلى حرق مجسمات تحمل صورته، وألقوا باللائمة عليه في تدهور اقتصاد البلاد.
وعلى ذلك رد فياض بالقول إن "كل الاتهامات التي توجه لي تؤلمني، ولو كان الرحيل يحل المشكلة لن أتردد في ذلك،" وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
ويواجه الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتمد على المساعدات أزمة مالية متزايدة بسبب تراجع المساعدات من الدول الغربية وبلدان الخليج، وارتفاع عبء الرواتب، وزيادة القيود الإسرائيلية على التجارة.
وأكد فياض أن الحكومة تعمل بشكل متواصل على حل الأزمة قبل الاحتجاجات، وأضاف "رغم كل الجهود ما زال البعض يشكك بحقيقية أن السلطة تواجه أزمة مالية حادة، وهذا غير معقول، ففاتورة الرواتب هي الأهم ليس فقط بالنسبة للموظفين، بل لحوالي مليون مواطن وهي التي تحرك الاقتصاد الوطني."