القاهرة، مصر (CNN) -- أدت عقوبات فرضها اتحاد كرة القدم في مصر على النادي المصري ، إلى عودة الاضطرابات إلى بورسعيد، حيث حاول عدد من شباب "الألتراس" اقتحام مبنى هيئة قناة السويس، ما أدى إلى اشتباك مع قوات الأمن نتج عنها وفاة فتى وإصابة العشرات.
وكان الاتحاد المصري لكرة القدم، جمد مشاركة النادي المصري في البطولات المحلية لمدة موسمين، وأغلق استاد بورسعيد الرئيسي لمدة ثلاثة أعوام، بسبب ما عرف بأحداث "مجزرة بورسعيد" التي راح ضحيتها العشرات من مشجعي النادي الأهلي.
وقالت وسائل إعلام مصرية، إن المئات من جماهير بورسعيد، أغلقوا البوابات الرئيسية لمنطقة الاستثمار، والتي يعمل بها نحو 35 ألف موظف، كما حاولوا التوجه إلى المنافذ الجمركية وقطع الطرق، ومنع دخول السيارات الخاصة بنقل الموظفين من المحافظات الأخرى إلى بورسعيد.
وفي تعليقه على الأحداث، اتهم البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب عن مدينة بورسعيد، عدداً مما اسماها بفضائيات خاصة ممولة من أنصار النظام السابق، بالتصعيد و"التآمر ضد شعب بورسعيد ومصر لإحداث الفرقة،" كما حمل مجلس اتحاد كرة القدم المؤقت المسؤولية في زيادة حالة الاحتقان بسبب قراراته الأخيرة.
وعبّر فرغلي في تصريحات لـCNN بالعربية، عن رفضه لما أقدم عليه مشجعو النادي المصري من محاولات لاقتحام المبني الإداري لقناة السويس، ما نتج عنه عشرات الجرحى ووفاة أحد الأطفال، وأيضاً إغلاق المنطقة الاستثمارية التي يعمل بها عشرات الآلاف من الشباب، ما تسبب بأضرار بالغة لهم.
وقال النائب اليساري، إن "وقف المرافق الاقتصادية عمل غير مقبول،" مناشداً الجماهير بالابتعاد عن أي عمل تخريبي حتى لا تحقق ما أسماه بأهداف الثورة المضادة. لافتاً إلى أن أعضاء مجلس الشعب يتخذون الإجراءات الدستورية اللازمة والعاجلة.
وشدد فرغلي على أن "الأمور طبيعية في المجرى الملاحي لقناة السويس والمدينة، ما عدا منطقة الاستثمار، والتي نعمل حالياً على استئناف عملها بدءاً من غد."
من جهته، قال عضو مجلس الشعب، علي درة لـ CNN بالعربية: "توفي مساء يوم الجمعة شاب من جماهير النادي المصري يدعى بلال ممدوح عبادي، يبلغ من العمر 15 عاماً، إثر تعرضه لطلق ناري من قوات الأمن المتواجدة أمام مبنى هيئة قناة السويس لحمايتها من الجماهير الغاضبة."
وأضاف درة "الاحتكاكات التي حدثت بين قوات الأمن وجماهير بورسعيد أسفرت عن إصابة 17 مشجعاً لفريق المصري، تم نقلهم إلى مستشفى بورسعيد العام، بعدما استخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين."
من جانبه رفض النادي الأهلي العقوبات التي أعلن عنها اتحاد الكرة بشأن مباراة فريقه أمام المصري، وقال مدير الإعلام بالنادي الأهلي جمال جبر لـ CNN بالعربية: "العقوبات التي أصدرها اتحاد الكرة تعتبر مكافأة للجاني وعقاباً للمجني عليه، لأنها عقوبة شكلية، وأن مجلس الإدارة سيعقد اجتماعاً طارئاً الاثنين لمناقشة العقوبات التي أعلنها الاتحاد."
وأضاف جبر: "العقوبات التي صدرت بحق النادي المصري مسيسة، ولا تمت للرياضة بصلة، وراعى فيها اتحاد الكرة مصلحة النادي المصري، وهو ما أغضب جماهير الأهلي التي لم ترض بتلك العقوبات، وتعود بالجميع لنقطة الصفر."
من جهته، قال محمد جاد، عضو مجلس الشعب عن حزب الوفد، إن "ما حدث من محاولات لاقتحام قناة السويس والاشتباك مع الأمن، هو أمر غير مقبول،" رغم تأييده لحق الاعتراض السلمي على ما وصفها بالقرارات الظالمة التي أصدرها اتحاد الكرة المؤقت.
وقال جاد، النائب عن محافظة بورسعيد، إن الغرض من تلك القرارات "هو التغطية على الوضع الأمني المتردي في البلاد، والذي كان سبباً رئيسياً بأحداث بورسعيد." مشيراً إلى أن أعضاء مجلس الشعب عن المحافظة يطالبون بسرعة تعيين محافظ للمدينة، ومجلس إدارة للنادي المصري.
وأضاف أن "عدداً من أعضاء مجلس الشعب، تقدموا بطلبات إحاطة للدكتور كمال الجنزوري ووزيري الإعلام والثقافة، ورئيس المجلس القومي للشباب والرياضة،" كما أتهم أيضاً الإعلام الخاص بتأجيج المشاعر وإحداث الفتن والتصعيد ضد المدينة.
وحول إغلاق المنطقة الاستثمارية وقطع الطرق قال "لا يوجد حالياً قطع للطرق، كما أن أصحاب المصانع منحوا العاملين لديهم إجازات، ولم تأت السيارات الخاصة لنقل الموظفين من المحافظات الأخرى اليوم، بسبب الأحداث التي تمر بها المدينة، وسيتم استئناف العمل بدءاً من الغد، مع العمل على عودة الاستقرار."
يذكر أنه إلى جانب العقوبات المفروضة على النادي المصري، فقد قرر أيضاً اتحاد الكرة إيقاف الثنائي حسام غالي، لاعب الأهلي، والبرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني، لمدة 4 مباريات، مع تغريم كل منهما 5 آلاف جنيه.