القاهرة، مصر (CNN) -- تجمع عشرات الآلاف معظمهم من أنصار التيارات الإسلامية في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة الجمعة، في تحرك حمل عنوان "مليونية حماية الثورة،" طالبوا خلالها بمنع ترشيح المسؤولين السابقين في النظام السابق، الذي يطلق عليهم لقب "الفلول" لرئاسة الجمهورية، وعلى رأسهم اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق.

 وتهدف المليونية - التي دعت إليها الأحزاب والقوى الإسلامية وأحجمت عنها معظم القوى الثورية - للتصدي لما أسموه بـ"محاولة قفز رموز النظام السابق على الثورة وسرقتها والعمل على وقف عودة رموز النظام السابق إلى الحكم مرة أخرى."

وقام المتظاهرون بتعليق لافتة عملاقة بجانب منصة لجماعة الإخوان المسلمين كتب عليها "وفاء للشهداء .. كلنا ضد الفلول" وطبعت عليها صور نائب الرئيس السابق، عمر سليمان، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد شفيق، إلى جانب عمرو موسى، ووضعت مقابلهم ثلاث صور لشخصيات قتلت خلال ثورة "25 يناير."

ونقل التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط أن بعض جماهير النادي الأهلي ظهرت في الميدان بعد انتهاء صلاة الجمعة، مرددين هتافات ضد الحكومة والمجلس العسكري.

كما انطلقت مسيرة سلفية ضخمة من شارع التحرير بحي "الدقي" متجهة إلى ميدان التحرير، ورفع المشاركون فيها صورة المرشح السلفي للانتخابات الرئاسية، حازم صلاح أبوإسماعيل.

ولفتت الوكالة المصرية إلى أن "مليونية حماية الثورة" شهدت جدلا كبيرا بين القوى الإسلامية والثورية حول المشاركة فيها، فقد أعلن العديد من الأحزاب والقوى مشاركتها فيها ومن أبرزهم "جماعة الإخوان المسلمين" و"حزب الحرية والعدالة" و"الدعوة السلفية" و"حزب النور" و"حزب الأصالة" و"الجماعة الإسلامية" و"حزب البناء والتنمية" و"حزب الوسط."

بينما رفضت ذلك أحزاب "المصريون الأحرار" و"التجمع" و"ائتلاف شباب الثورة" و"حركة 6 أبريل" و"اتحاد شباب الثورة" و"الحزب الناصري" و"الجمعية الوطنية للتغيير."

وقال محمد حشمت، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب وعضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة" بأن هذه المليونية "فرصة لتوحد المصريين من جديد ضد سرقة ما حققته الثورة وذلك لصالح أتباع النظام السابق، بالإضافة إلى أن هذه التظاهرات تعتبر موقف صريح ضد النظام السابق وما تبقى منهم."

وأضاف حشمت: "لن نسمح لأحد أعلام النظام السابق - الذي أذاق المصريين الذل والمهانة والفقر عدة سنوات - أن يعود للحياة السياسية مرة أخرى، ويمكن أن تكون الميزة الوحيدة في هذه الأحداث وترشح الفلول هي أعطاء الفرصة لكي تتوحد القوى الوطنية من جديد."

ومن جانبه، أكد محمد سويدان، مسؤول المكتب الإداري للإخوان المسلمين، أن قرار الجماعة بالنزول للميادين العامة في جمعة "حماية الثورة" جاء تعبيرا عن "الرفض القاطع لترشيح رموز النظام البائد مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية, لمحاولة إعادة إنتاج النظام السابق" على حد تعبيره.

يشار إلى أن مجلس الشعب المصري أقر قانوناً يمنع رموز النظام السابق، وتحديداً شفيق وسليمان، من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أن الجدل الدستوري حوله مستمر.