القاهرة، مصر (CNN)-- كشفت محكمة القضاء الإداري في مصر الخميس، عن حيثيات حكمها بإلزام وزارة الداخلية بمنح مرشح التيار السلفي لانتخابات رئاسة الجمهورية، حازم صلاح أبو إسماعيل، شهادة رسمية تفيد بعدم اكتساب والدته جنسية أي دولة أجنبية، لتمكينه من مواصلة مشواره في السباق الرئاسي.

وقالت المحكمة، في حيثيات حكمها الذي أصدرته في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إن الحوافظ والمستندات المقدمة من وزارة الداخلية قد "خلت يقيناً" مما يفيد أن سجلاتها تحتوي علي بيان رسمي قاطع يفيد بحصول والدة أبو إسماعيل علي الجنسية الأمريكية، وإنما استندت علي بيانات تفيد دخولها مصر بجواز سفر أمريكي.

وذكرت المحكمة أن دور وزارة الداخلية "اقتصر علي إخطار لجنة الانتخابات الرئاسية، بأن والدته دخلت وخرجت من البلاد بوثيقة سفر أمريكية، وأن وزارة الخارجية قد اقتصر دورها علي نقل المستندات المقدمة من الحكومة الأمريكية"، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي.

وأشارت المحكمة، في حيثياتها، إلى أن وزارة الداخلية امتنعت عن تسليم شهادة تفيد باكتساب والدة أبو إسماعيل جنسية أجنبية، وهو "ما يمثل قراراً سلبياً مخالفاً لصحيح القانون، بحكم أن من حق أي مواطن الحصول علي شهادة البيانات المتعلقة به، من واقع السجلات الرسمية."

وأضافت المحكمة أنه "لا ينال من ذلك ما تردد من أن والدته قد دخلت البلاد وخرجت منها، في 2008/ 2009 بجواز سفر أمريكي، ذلك أنه في حالة صحة هذه الوقائع وثبوتها بجهة الإدارة وحملها الجنسية الأمريكية، كان يتوجب علي وزير الداخلية، تنفيذاً لحكم المادة 16 من قانون الجنسية المصرية، أن يقوم فورا بعرض أمرها علي مجلس الوزراء للنظر في إسقاط الجنسية المصرية عنها، بحسبان أنها حصلت علي الجنسية الأمريكية بدون إذن."

وردت المحكمة علي الأوراق المقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، والتي قدمها محامي الحكومة المصرية، والتي تشمل الطلب الذي تقدمت به والدة أبو إسماعيل للحصول علي جواز سفر أمريكي، واستمارة تصويت خاصة بها، بأن هذه الأوراق "مجرد صور ضوئية غير مقروءة، أو منسوبة إلي جهة رسمية، ومكتوبة باللغة الإنجليزية."

واعتبرت محكمة القضاء الإداري أن هذه الأوراق، التي حملت خاتم اعتماد على بياض بلغة أجنبية "غير واضح"، لا تقوي في الوقائع القانونية، "على إثبات دليل، ولا قيمة لها."

يُذكر أن محامي هيئة قضايا الدولة كان قد فجر مفاجأة أمام المحكمة، عندما أكد على أن وزيري الداخلية والخارجية "لم يصدر عنهما أي قرار يفيد بأن والدته أمريكية"، وأضاف أن مشكلة أبو إسماعيل "مع الحكومة الأمريكية، وأن الحكومة المصرية ليست طرفا فيها."

وفيما كانت المحكمة تنظر الدعوى التي أقامها المرشح السلفي لإثبات عدم حصول والدته على جنسية أجنبية، نظم المئات من أنصاره وقفة تضامنية حاشدة، للتعبير عن تضامنهم مع أبو إسماعيل، الذي يُعد واحداً من أبرز المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر.