القاهرة، مصر (CNN)-- أعلنت العديد من التيارات الإسلامية في مصر مشاركتها في المسيرة المليونية التي دعت بعض القوى السياسية إلى تنظيمها الجمعة، بهدف "حماية الثورة"، للمطالبة بمنع رموز نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، من الترشح للانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي يواصل فيها مجلس الشعب جدلاً واسعاً حول تعديل قانون "العزل"، والذي يمنع كبار المسؤولين في النظام السابق من تولي مناصب سيادية.
وأكدت "الجبهة السلفية"، في بيان أصدرته مساء الأربعاء، مشاركتها في مليونية الجمعة، تحت شعار "مطلبنا الوحيد.. معاً ضد الفلول"، وشددت على عدم رفع أي شعارات أخرى خلال المظاهرة التي من المقرر تنظيمها في ميدان التحرير، وكذلك عدم المطالبة بحل الحكومة، أو أي اقتراحات أخرى، على أن يترك ذلك لـ"التوافق الوطني."
وجاء في البيان أنه "نظراً لما تمر به البلاد من مرحلة حرجة، تُعد بحق من أخطر المراحل بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني 2011) باعتبارها المحك الذي سُيبني عليه نجاح الثورة أو فشلها، فإن الجبهة السلفية تؤكد رفضها التام لترشح رموز النظام البائد، من أمثال عمر سليمان، وأحمد شفيق، وعمرو موسى، أو غيرهم بأية وسيلة، وبعيداً عن الجدل القانوني والدستوري، سواء كان ذلك بتفعيل قانون العزل السياسي أو غيره."
وشدد البيان على أن "القانون الوحيد القابل للتطبيق في الوضع الراهن، هو قانون الثورة وجماهير شعبنا العظيم"، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط.
كما طالبت الجبهة السلفية بـ"إعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والفئوية، والتوافق حول القضايا العالقة، سواء فيما يتعلق بالترشح لرئاسة الجمهورية أو اللجنة التأسيسية للدستور أو غيرها، والتوحد حول هدف واحد وهو الوقوف صفاً واحداً ضد فلول النظام السابق، في كل مفاصل الدولة، فضلاً عن مقعد الرئاسة."
من جانبه، أعلن حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، مشاركته في مليونية "حماية الثورة" الجمعة، مع "كافة القوى الثورية والشبابية والحزبية والائتلافات الشعبية، تصدياً لمحاولات إعادة النظام الفاسد السابق، التي يقودها فصيل لا يخفى على الجميع أهدافه ومراميه من هذه الألاعيب الخبيثة."
وأعرب الحزب، في بيان أصدره الأربعاء، حصلت عليه CNN بالعربية، عن رفضه الكامل لما أسماها "المحاولات الفاشلة، التي يقوم بها رموز النظام البائد، للالتفاف على الإرادة الشعبية، لإفشال التجربة الديمقراطية بعد الانتخابات البرلمانية، التي كانت تعبيراً واضحاً عن الاختيار الشعبي لكل المصريين."
وأكد الحزب، الذي فاز بأغلبية المقاعد في مجلسي الشعب والشورى، تمسكه بناء "نظام سياسي ديمقراطي حقيقي، يحقق أهداف الثورة العظيمة، وفاءً لدماء الشهداء وجراحات المصابين، وتحقيقاً لآمال وطموحات الشعب المصري الأصيل، لاستكمال ثورته المباركة"، بحسب ما جاء في البيان.
إلى ذلك، أعلنت "الجماعة الإسلامية" اعتزامها المشاركة في مليونية الجمعة، "منعاً للانقلاب على الثورة، واستمراراً لها، وحتى لا يظن البعض أن الثورة المصرية قد انتهت، وحتى يعلم من يريد إعادة إنتاج النظام السابق، أن الشعب المصري لن يسمح بذلك أبداً، ولن يتهاون مع محاولات إجهاض الثورة."
في المقابل، نأت بعض القوى الشبابية والثورية بنفسها عن المشاركة في مليونية "حماية الثورة"، من بينها حركة "شباب 6 أبريل"، و"تحالف ثوار مصر"، واعتبرت أنها ليست طرفاً فيما أسمتها "صراعات سياسية على السلطة"، وأشارت إلى أن تلك الصراعات لا علاقة لها بالثورة ولا بالمطالب التي توافق عليها ملايين المصريين.
يُذكر أن عمر سليمان شغل لسنوات منصب مدير المخابرات العامة، قبل أن يعينه مبارك نائباً له، قبل أيام على تنحيه، بينما كان الفريق شفيق آخر رئيس لمجلس الوزراء في عهد الرئيس السابق، بعدما شغل منصب وزير الطيران المدني، فيما شغل عمرو موسى منصب وزير الخارجية، قبل أن يتم اختياره أميناً عاماً لجامعة الدول العربية.