القاهرة، مصر (CNN)-- جمعت أول مناظرة من نوعها في تاريخ الانتخابات الرئاسية في مصر، بين اثنين من أبرز المرشحين لتولي رئاسة الجمهورية، أحدهما هو عمرو موسى، الذي يعتبره معارضوه أحد "فلول" نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، والثاني هو عبد المنعم أبو الفتوح، "المنشق" عن جماعة "الإخوان المسلمون"، والتي كانت أعلنت عدم نيتها خوض السباق الرئاسي، قبل أن تدفع لاحقاً برئيس حزب "الحرية والعدالة"، محمد مرسي.
واستمرت المناظرة، التي تأتي قبل أسبوعين على انطلاق الانتخابات الرئاسية، وأذاعتها اثنتان من المحطات التلفزيونية الخاصة، "دريم" و"أون تي في"، قرابة ثلاثة ساعات، من الساعة 11:00 مساء الخميس، وحتى الثانية من صباح الجمعة، بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة، حيث أمضى كلا المرشحين هذه الفترة واقفين على قدميهما، دون أن ينالا أي قسط من الراحة.
وحفلت المناظرة بالعديد من نقاط الاختلاف بين المرشحين، وإن اتسمت في مجملها بالهدوء، لعل أبرزها عندما بادر أبو الفتوح بطرح سؤال عما إذا كان المصريون سيدعمون "أحد رموز النظام السابق"، في إشارة إلى موسى، الذي عمل وزيراً للخارجية لأكثر من 10 سنوات، في عهد مبارك، قبل أن يتم انتخابه أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، لعشر سنوات أخرى.
ورد موسى على أبو الفتوح بقوله: "هناك التباس في الموضوع، والمعلومات غير دقيقة، عندما سقط النظام برجاله، لم أكن من بينهم، فقد خرجت من الحكومة من 10 سنوات، ولم أكن جزءاً من المشكلة أو من صنعها".. ثم رد الهجوم على أبو الفتوح بقوله: "أنت كنت تدافع عن مواقف الإخوان المسلمين، وليس المصالح المصرية، المعارضة كانت تتعلق بكم، وليس الوضع في مصر."
كما اتهم موسى نظيره أبو الفتوح بالإسهام في إنشاء "الجماعة الإسلامية"، التي تحول عدد من أعضائها إلى حمل السلاح، والتورط في أعمال عنف خلفت مئات القتلى من المصريين، بينهم أطفال ونساء وأقباط.. وتابع متسائلاً: "ألم يحن الوقت للاعتذار، وإيضاح دوره بها، وكيف تسامح مع دماء من قتلوا؟."
ورد القيادي السابق بحركة "الإخوان المسلمون" معرباً عن فخره بأنه كان أحد بناة الحركة الإسلامية، التي تم تشكيلها في سبعينيات القرن الماضي، مؤكداً أنها "كانت حركة سلمية، لم ترتكب أي عنف"، وأضاف أن "الذي ارتكب العنف هو النظام السابق، الذي قتل أكثر من 10 آلاف مصري في السجون، ونهب مليارات من أموال الشعب."
وكان استطلاع رأي نشره مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الاثنين الماضي، قد أظهر تقدم موسى للسباق الرئاسي، بفارق كبير، استناداً إلى شعبيته الكبيرة التي يحظى بها في المناطق الشعبية والأحياء الفقيرة، بينما جاء أبو الفتوح في المركز الثاني، الذي يحظى هو الآخر بقبول واسع لدى بعض فئات القاعدة التعليمية.