القاهرة، مصر (CNN)-- بعد ساعات قليلة على إعلان قبوله بنتيجة الانتخابات الرئاسية، التي أسفرت عن خسارته المنصب لصالح مرشح جماعة "الإخوان المسلمون"، محمد مرسي، غادر الفريق أحمد شفيق مطار القاهرة صباح الثلاثاء، على متن طائرة أقلته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفيما أكد مسؤولون في مطار القاهرة مغادرة المرشح الخاسر بانتخابات الرئاسة، والذي يواجه اتهامات بـ"الفساد"، من قبل عدد من المنتمين لتيار "الإسلام السياسي"، شدد محاميه، شوقي السيد، في تصريحات لـCNN الثلاثاء، على أن الفريق شفيق، آخر رئيس وزراء في نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، لم يهرب من البلاد.

وبينما تقدم عدد من أعضاء مجلس الشعب "المنحل" ببلاغات إلى النائب العام، المستشار عبد المجيد محمود، في أبريل/ نيسان الماضي، تتهم شفيق بإهدار المال العام والإضرار العمد به، لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني بحقه منذ ذلك الوقت، إلا أن السيد أكد أنه "لا توجد أي قضايا ضد موكله" في الوقت الراهن.

إلا أن تقارير إعلامية، لم يمكن لـCNN التأكد من مصداقيتها، أفادت بأن شفيق غادر القاهرة فجر الثلاثاء، بصحبة اثنين من بناته الثلاث، على متن طائرة الرحلة 650 لطيران "الاتحاد"، متوجهاً إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد صدور قرار من النائب العام ببدء التحقيق معه، والرئيس السابق، بتهمة إهدار المال العام.

في المقابل، أصدر المكتب السياسي للفريق شفيق بياناً أكد فيه مغادرته القاهرة الثلاثاء، مع اثنتين من بناته، متوجهاً إلى الإمارات في "زيارة خاصة"، يتوجه بعدها إلى المملكة العربية السعودية، لأداء "فريضة العمرة"، على أن يعود للقاهرة خلال أيام، لاستكمال الخطوات القانونية لتأسيس حزب سياسي جديد.

وقال البيان، وفقاً لما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، إن هناك دراسات تجري لاختيار اسم الحزب، الذي سيكون معبراً عن ملايين الأسر المصرية، الراغبة في دوله مدنية عصرية وسطية، ويتبع كما قال شفيق في بيانه المسجل بعد الانتخابات شعار "مصر للجميع.. وبالجميع."

وفي أواخر مايو/ أيار الماضي، طلب النائب العام من وزير العدل، المستشار عادل عبد الحميد، أن يتخذ الإجراءات اللازمة نحو ندب أحد مستشاري التحقيق، للقيام بأعمال التحقيق القضائية في البلاغ المقدم من النائب "السابق" عصام سلطان، صاحب مشروع قانون "العزل السياسي"، لإقصاء شفيق من السباق الرئاسي.

ويتهم البلاغ شفيق، بصفته رئيساً للجمعية التعاونية لضباط الطيران، ببيع قطعة أرض مميزة، تبلغ مساحتها 40 ألف و238 متراً، إلى علاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس السابق، بثمن بخس بلغ 75 قرشاً فقط للمتر، بينما سعر البيع الحقيقي في ذلك التوقيت كان لا يقل عن 8 جنيهات، على نحو يشكل "جريمة إهدار للمال العام."

وكان الفريق أحمد شفيق قد وجه خطاباً، عبر وسائل الإعلام الرسمية، في وقت سابق الاثنين، أعلن فيه أنه يقبل بنتيجة الانتخابات، التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات، متمنياً أن يكون الرئيس "المنتخب"، محمد مرسي، رئيساً لكل المصريين، كما وجه الشكر لكافة أفراد حملته، وكافة الناخبين الذين صوتوا له.

وأكد شفيق، بحسب ما أورد موقع التلفزيون المصري، أن "العطاء من أجل مصر لا ينتهي بالترشح لرئاسة الجمهورية"، كما سعى إلى طمأنة ناخبيه بـ"الاستمرار في خدمة الوطن، والتواصل مع أبنائه، ومع التيار الذي يؤمن بأن مصر للجميع وبالجميع."

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، والذي استبعدته لجنة الانتخابات من خوض السباق الرئاسي، غادر مع أفراد أسرته إلى دولة الإمارات أيضاً، قبل ساعات من إعلان نتيجة جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، والي أسفرت عن فوز مرسي بمنصب رئيس الجمهورية.