(شاهد الفيديو)

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) --  كان الأمر ممتعاً لبعض الوقت، وحظينا جميعا بمتعة لا بأس بها، كما أن عددا من الأمريكيين تعرفوا على موقع كوريا الجنوبية على خارطة العالم أخيرا.

ولكن أعتقد أنه قد حان الوقت كي نتعاون سوياً لوضع حد لهذا الجنون، ولهذا فليكن في علم الجميع أنني أعلن أن الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر لعام 2012 هو يوم إعلان وفاة أغنية "غانغانم ستايل."

طفح الكيل بي عندما كنت أبحث عبر الإنترنت عن موضوعات للكتابة يمكنها أن تثير الاهتمام و"شاهدف بالصدفة" عدة فيديوهات لأشخاصٍ يقلدون الحركات المتوافقة مع تلك الأغنية، فقد حظت هذه الأغنية باهتمامٍ واسع ولم أكن أستطيع تحمل ذلك بعد الآن، وفي تلك اللحظة أصبت بما يسميه زملاؤنا في القطاع الطبي بالجنون المؤقت.

وقبل التوسع في طرح هذا الموضوع، يجب علي التوقف قليلاً لأشرح لوالدي ووالدتي ماهية أغنية غانغنام ستايل، إذ أصيبا بالحيرة لدى مناقشته في البرنامج الأسبوعي Apperantly This Matters، والذي يقدمه غاريت بيليني على قناة CNN ، ويختص هذا البرنامج بطرح المواضيع الأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي.
 

فوالدتي قالت: "عزيزي، هل لديك أدنى فكرةٍ عن الموضوع الذي يتحدث عنه غاريت؟" فأجاب والدي بالقول: "إنه يتكلم عن قناة الغولف."

إلى كل من لا يعرف ما هو غانغنام ستايل  كوالدي ووالدتي، فإنها عبارة عن أغنية مرحة يقوم بتأديتها مغني يدعى بسي من كوريا الجنوبية، وقد وصلت عدد مشاهدات الفيديو الذي نشر على موقع اليوتوب في 15 يوليو/تموز إلى أكثر من 430 مليون مشاهدة حتى الآن.

وبهذا العرض البسيط أيها الآباء، فإنه يمكن القول أن غانغنام ستايل  أكثر من مجرد أغنية بل هي رقصة تشابه ركوب الخيل.

أما معنى عنوان الأغنية، "غانغنام ستايل"، فهو يشير إلى أسلوب أو نمط الحياة المتبع في منطقة راقية تدعى بـ"غانغنام" في سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية، ويستعرض الفيديو المرافق لهذه الأغنية أسلوب الحياة المتبع في تلك المنطقة الراقية.

يمكنني القول بأنني لم أر - على الأقل خلال حياتي - أغنية مشابهة لغانغنام ستايل  إلا أغنية "ماكارينا" للوس ديل ريو، ورغم أن جيل منتصف التسعينات لم يحظ بفرصة التمتع بشبكات التواصل الاجتماعي مثل موقع اليوتيوب، إلا أن هذه الأغنية حققت نجاحاً عالمياً باهراً وقتها، حينها كان يطلب منك رقص الماكارينا في جميع المناسبات الرياضية والحفلات أو حتى في الاجتماع الوطني للحزب الديمقراطي، وحتى هذا اليوم فإني أحفظ حركات الرقص لهذه الأغنية عن ظهر قلب.

ولنعترف بهذا، قد لا أذكر ما الذي كنت أقوم به قبل 30 ثانية مضت ولكنني لا أزال أذكر كل حركة راقصة على وقع أغنية الماكارينا، التي مر عليها أكثر من 15 عشر عاماً.

وبما أننا تجاوزنا مرحلة الرقص على إيقاع نغمات ماكارينا، يمكننا أن ننسى الآن أغنية غانغنام ستايل، والتي لا يتطلب الرقص عليها اتباع حركاتٍ معينة بل يغلب عليها عددٌ من الحركات الرئيسية.

ورغم أن الأمم المتحدة لم تعطني تصريحاً بقتل غانغنام ستايل في باحة حديقتي الخلفية، إلا أنني أعلن وفاة هذه الأغنية بشكل رسمي، فلا داعٍ لحركات الجنون والاستعراضات الجماعية عبر موقع يوتيوب، ولمصلحة أجيال المستقبل لم يكن هناك أي مفر سوى قتل غانغنام ستايل .